"حلايب وشلاتين".. الاسم "مدينة" والواقع "عصور وسطى"
20 كيلومترًا هي مساحة مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد.. 1300 كيلومتر يفصلها عن العمران، سكانها مازالوا ينغمسون في العصور الوسطي، يرعون الغنم والإبل، ويعيشون على الكفاف، رغم أن الدولة منحتهم مؤخرًا لقب "المدينة"، إلا أنها حرمتهم من مقوماتها، فالخدمات الأساسية على رأسها المياه والصرف الصحي وشبكة النقل معطلة، والتعليم متدهور، والبطالة تعصف بأبنائها، أما الصحة في تراجع مستمر.
الشيخ محمد الشريف أبشر شيخ قبائل البشارية بحلايب وشلاتين، يحكي عن 90 ألف نسمة، لا يجدون مياها نظيفة أو مستشفى صالحا لاستقبالهم، أو مدرسة يتلقى فيها أبناؤهم التعليم، وللحصول على الخدمات سالفة الذكر، يتطلب ذلك منهم قطع مسافة 400 كيلو متر للوصول إلى أقرب الخدمات التابعة لمحافظات أسوان أو الغردقة، بحسبه "نضطر لبناء فصول خشبية ليتلقي فيها التلاميذ دروسا خصوصيا محاكاة للمدارس، أما بالنسبة للمستشفيات فغير موجودة، بنطالب من زمان بوحدات صحية ثابتة أو عربات إسعاف طائر للأعراض المرضية المفاجئة".
"صحراء لا زرع فيها أو حياة" دفتر أحوال سكان حلايب وشلاتين اليومي، التي تحولت حسب وصف "أبشر" من قرية إلى مدينة "بالاسم" أما الفعل يشير إلى خدمات غير متوفرة بالمرة، "بطالب الدولة تسحب مننا لقب المدينة، لأن أهلها لا يعيشون بصورة آدمية".
لا تفكر الدولة في وعدهم بالحلول المستقبلية أو إدراجهم في مشروعات التنمية، بحسب عزو عبد الله أحد سكانها "حلايب عبارة عن قبيلتين، العبابدة والباشيرية، وباقي القبائل مهجرين، يتحدثون اللهجة البجاوية، يصعب عليهم التفاهم مع الحكومة بالمطالب ويحملون حتى الآن بطاقة رقم قومي ورقية، ويسيطر عليهم أصحاب النفوذ الذين يسطون على مساحات شاسعة، ولا يملك أي مواطن بحلايب منزله أو أرضه".