الدروس الخصوصية.. أزمة تؤرق الأمهات أولا
رغم تصريحات المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، عن إنهاء أزمة الدروس الخصوصية، و أنها ستصبح ذكرى مع توفير مدرسين أكفاء يقدمون محتوىً دراسيًا متميزًا، وتعهدهم بالشرح وإفهام الطلبة، كل هذه الأمور تبدو خيالية أمام وحش الدروس الخصوصية، التي تلتهم ميزانية معظم الأسر المصرية، والتي تجعلها تعيش تحت حد الكفاف والفقر.
تخيلت أن المشكلة سوف تنتهي مع تلك التصريحات الرسمية، وأن يعود للمعلم دوره وأهميته، لكن الواقع مختلف تمامًا، فما زلت أبحث لأولادي عن مدرسين خصوصيين في كل المواد، مدرس لكل مادة، البنت تحتاج إلى مدرس للعربي والكيمياء في البيت، وما أدراك سعر الحصة في البيت، وعندما رفضت، أخذت تبكي وتهددني أنها لو فشلت، ورسبت في المادتين سأكون أنا السبب.
ظللت طوال أسبوع أبحث عن مدرس للكيمياء حتى وجدته وتغاضيت عن سعره المرتفع وتعهدت أمامها بشرح العربي، خاصة وأنني خريجة دار علوم، لكن هذا لم يشفع لي إذ رفضت حصتي وتلكأت وتحججت بأنها لا تفهم مني حرفًا رغم تبسيطي للمادة، وصبري عليها، حتى تدخل والدها الذي جعلها تنصت باهتمام وتفهم، لما أخبرها أنه سوف يشرح المادة لها بنفسه كل يوم في الأسبوع عدا الجمعة.
أما صغيري الذي يلف "كعب داير" على المدرسين، تعب وقرر الاكتفاء بالمواد التي لا يفهمها، ويحاول فهم بقية المواد مثل العربي والتاريخ مع طلبه مساعدتي بين الحين والآخر.
فيما تشكو جارتي من غلاء تلك الدروس، و تطالبني بالانضمام إليها في مظاهرة ضد غول الدروس الخصوصية، ولما رفضت؛ نظرًا لانشغالي الدائم تهمتني بأنني متساهلة في حقي و أن مثلي السبب في تفاقم مشكلة الدروس الخصوصية واستفحالها، وطالبتني بمقاطعة تلك الدروس حتى نلقن أولئك المدرسين درسا قاسيا.
المدهش أنني وجدتها تسرب أبنائها لأخذ تلك الدروس سرًا، بينما ترفع شعار المقاطعة في العلن.