الانتهاء من مخطط «المثلث الذهبى» خلال 4 أشهر
قال الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والمتابعة، إن المخطط العام لمنطقة المثلث الذهبى «سفاجا - القصير - قنا» سينتهى خلال أربعة أشهر، مشيراً فى تصريحات لـ«الوطن» إلى أن مساحة المشروع تبلغ نحو 6000 كيلومتر مربع، مقارنة بنحو 176 كيلومتراً إجمالى مساحة مشروع تنمية محور قناة السويس، الذى سيستغرق ستة أشهر لوضع مخططه العام، لافتاً إلى إعلان الفائز بوضع المخطط العام للمشروع نهاية أكتوبر الحالى ليصبح جاهزاً للطرح خلال المؤتمر الاقتصادى المرتقب فى فبراير المقبل.
وأضاف وزير التخطيط أن الحكومة تعتزم الاستعانة بتكنولوجيا الاستشعار عن بعد، بدءاً من العام المالى المقبل، لتحديد الثروات المعدنية، بما يسهم فى استغلالها فى الصناعة، وكذلك المياه الجوفية التى سيجرى الاعتماد عليها فى زراعة الأربعة ملايين فدان المقرر استصلاحها، مشيراً إلى الاعتماد على تلك التكنولوجيا فى إعادة التخطيط الأمثل للمدن والمناطق الصناعية الجديدة. ورحب مستثمرو الصعيد بالمشروع، وقال على حمزة، رئيس جمعية مستثمرى أسيوط، إن المثلث الذهبى يزيد على 6000 كيلومتر مربع، ويمتد من قنا جنوباً حتى مدينة دار السلام بسوهاج، وهناك عناصر جذب عديدة بمدن الصعيد، مثل توافر المياه الجوفية لعمق قريب من سطح الأرض، يمكن استغلالها لفترة طويلة، فضلاً عن توافر الأراضى الصناعية بالمجان، مشيراً إلى أن المنطقة تصلح لإقامة صناعات تعدينية واستثمارات زراعية، بالإضافة إلى المشروعات العقارية والإنشائية.
وأوضح حمزة أن المشكلة الرئيسية فى تلك المنطقة تتمثل فى البنية التحتية للمناطق الاستثمارية والصناعية، فضلاً عن توقف تسكين المناطق والطرق غير الممهدة، والمعاناة من توصيل مياه الشرب للمصانع، وقطع الكهرباء بشكل مستمر، وعدم الإحلال والتطوير، فضلاً عن محاسبة بعض المناطق الصناعية فى الصعيد بتعريفة مختلفة عن المناطق الأخرى فى مصر، حيث ترتفع تكلفة المنتج عن المنتجات التى يتم طرحها فى مناطق صناعية أخرى، وهو ما يؤدى إلى عدم التسويق والبيع، كما توجد مشاكل إدارية خصوصاً عدم الفهم الواضح لاحتياجات المصانع وعدم التخطيط الجيد للمناطق وعشوائية اتخاذ القرارات.
وأضاف أن إنشاء وتنمية المثلث الذهبى بصعيد مصر يحرك عجلة الإنتاج المتوقفة منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011، وأن اهتمام الدولة بتعظيم الاستفادة من موارد صعيد مصر الطبيعية وثرواته التعدينية سيجعل من محافظات الصعيد عنصر جذب لا يمكن منافسته على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيراً إلى أنه يمكن إقامة صناعات ثقيلة بالإضافة إلى الصناعات كثيفة الاستهلاك فى الطاقة كصناعات الأسمنت والحديد، مستغلين فى ذلك المناطق التعدينية بجنوب مصر، والصناعات الكيماوية التى يمكن استغلال قربها من ميناء سفاجا فى تصديرها إلى دول الخليج العربى وأفريقيا. وقال السطوحى مصطفى، نائب رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين لشئون الصعيد، إن جنوب مصر منطقة تعدينية من العيار الثقيل، تحتوى على جميع أنواع الخامات المحجرية والمنجمية، لذا فتنمية هذا المثلث يمكن أن يطلق عليه تنمية مصر، نظراً لدخول هذه الخامات فى جميع أنواع الصناعات التكميلية، مطالباً بإنشاء هيئة خاصة لها كل الصلاحيات لتنمية المثلث الذهبى. وعن تقليل مدة دراسة المشروع من 9 إلى 6 أشهر قال: هناك كثير من الدراسات التى أجريت على جنوب مصر يمكن الاستعانة بها دون تكاسل أو تباطؤ.
وقال محسن الجبالى، رئيس جمعية مستثمرى بنى سويف، إن فكرة تنمية الصعيد مطروحة منذ زمن ولكن لم تتحرك الحكومات المختلفة نحو تنفيذها، مستدركاً: هذه المرة ومع البدء فى تنفيذ كثير من المشروعات القومية تدخل تنمية الصعيد حيز التنفيذ دون تراخٍ أو تهاون، فى ظل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتاً إلى مردود المشروع الإيجابى على المنطقة وما يعكسه من ضرورة عمل لوجيستيات لخدمة المنطقة، ستجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية على السواء.
تنمية الصعيد فى انتظار خطط الحكومة