رسوم توصيل سيارة الإسعاف: ادفع قبل ما تتعب
قبل أن تفكر فى طلب الإسعاف عليك أن تنظر فى حافظة نقودك أولاً، فإذا لم تجد ما يقارب الـ150 جنيهاً، فتراجع عن طلب عربة الإسعاف مهما كانت حالة من تحتاج نقله إلى المستشفى خطيرة، لأنك ستفاجأ بأن سيارة الإسعاف سترفض نقل المريض طالما أنه لم يدفع رسوم التوصيل مقدماً، وهى تقدر حسب المسافة بين المنزل والمستشفى الذى سينقل إليه.
فتحية حمدى، 50 عاماً، تجلس يومياً أمام باب مستشفى «معهد ناصر»، تتأمل وجوه القادمين والمغادرين، وكأنه نذر لن تتخلى عنه إلا بتحقيق مرادها، وهو مقابلة وزير الصحة للشكوى له من تخصيص مقابل مادى لاستخدام سيارات الإسعاف: «بيقولوا الرحمة حلوة.. بس فين الرحمة وإسعاف بلدى مش هينجدنى إلا لو دفعت له مسبقاً؟!».
لا ترى «فتحية» أن ما تفعله غريب، فخالتها كادت تفقد حياتها بسبب عدم قدرتها على دفع مصاريف الإسعاف بعد إصابتها بنقص الهيموجلوبين بالدم بسبب مرض الكبد، وعندما استدعت «فتحية» سيارة إسعاف وطلب منها المسئولون 150 جنيهاً، تكاليف نقلها من السيدة زينب إلى معهد ناصر، بالإضافة إلى 50 جنيهاً عن كل ساعة انتظار، قررت رفع الأمر إلى وزير الصحة: «قالولى حتى لو هنقف لمدة ربع ساعة هتدفعى الـ50 جنيه كاملة، فاضطريت أسيبهم وأنقلها بتاكسى بـ75 جنيه».
موقف «فتحية» لم يكن الوحيد، فهناك أمل سعيد، التى تحكى عن تعرضها لموقف مشابه، فقد كانت تزور والدتها فى مطروح، ومرض زوجها، واضطرت إلى طلب الإسعاف لنقله إلى القاهرة: «أخدوا مننا ألف جنيه مصاريف انتقال، مش رافضة إنهم ياخدوا فلوس، طبعاً حقهم، بس القلب على القلب رحمة، أصل كده المواطن مش بقى مجبور يدفع فلوس العلاج.. لا كمان فلوس التوصيل».
الدكتور محمد سلطان، رئيس قطاع الرعاية العاجلة والإسعاف، أكد أن الأسعار التى تم تخصيصها كرسوم لطلب سيارات الإسعاف فى متناول المواطن البسيط: «جعلنا الرسوم فقط للحالات العادية 50 جنيهاً داخل المحافظات، أما الحالات الطارئة فتكون دون أى رسوم».
وأكد «سلطان» لـ«الوطن» أن وزارة الصحة وهيئة الإسعاف تعملان بكل جهدهما من أجل حصول المواطن على أحسن خدمة وبشكل يناسب دخله: «لو فيه شكوى جماعية يمكن تقديمها للوزارة وسيتم النظر فيها ليتم تخفيض الرسوم بشكل يناسب الجميع».