أبويا شافنى على فرشة فى سوق المطرية مات بحسرته.. بس لسه فيه أمل
![أبويا شافنى على فرشة فى سوق المطرية مات بحسرته.. بس لسه فيه أمل](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/278203_Large_20141024095103_15.jpg)
الخيال أرهقهما. من آن إلى آخر يتصور أحدهما نفسه بالبالطو الأبيض أمام مريض، والآخر يرى الخوذة فوق رأسه وهو يعاين موقعاً تحت الإنشاء. فجأة يفيق كلاهما على صيحة زبونة تفاصل فى سعر قطعة ملابس، فيردان فى صوت واحد: «الفصال ممنوع يا حاجة، الحتة بخمسة وده آخر كلام». بعد برهة، ينظران إلى بعضهما البعض نظرات لا يفهمها زبائنهما على فرشة «سوق الخميس» فى المطرية، لينهيا حالة الحسرة المفاجئة بابتسامة ساخرة، ثم يخاطب «محمود» صديقه: «يلّا يا دكتور مصطفى ركز مع الزباين». فيرد «مصطفى»: «مركّز يا باشمهندس». لا يعرف زبائن «محمود» و«مصطفى» أن الأول خريج هندسة، والثانى خريج طب، وكلاهما عاطل منذ التخرج قبل 3 سنوات: «إحنا أصحاب من سنين وحظنا واحد، بقالنا 3 سنين متخرجين، وبندور على شغل فى مجالنا ومش لاقيين، لحد ما وقفنا على فرشة هدوم وراضيين بحالنا». قال محمود إبراهيم، خريج هندسة القاهرة، ثم تذكر بأسى: «أبويا لما لقانى واقف على فرشة هدوم مات بحسرته، بس أنا لسة مكمل لحد ما أوصل وأفرحه فى قبره».
بإرادة قوية، يرى الطبيب مصطفى سامى أن الأمل موجود. أصر على أن يبحث عن مصدر رزق ليصرف منه على أسرته: «مالقتش قدامى غير مشاركة محمود فى الفرشة ونقف بيها فى السوق، لحد ما أقف على رجلى وأقدر أعمل العيادة اللى بحلم بيها». لم يعرف الأهالى أن الشاب العشرينى طبيب إلا بعد أن قرر علاج أطفال المنطقة دون مقابل: «كفاية حسرتنا وإحنا واقفين نبيع فى السوق، لكنى قررت أعالج أطفال المنطقة ببلاش، منها خير، ومنها عشان ما أنساش اللى تعبت فيه سنين عمرى، ولسه فيه أمل».