"حتى التاريخ عينهم عليه".. بريطانيا بطلة بيع الآثار الفرعونية
تراث بناه جدودنا، تبلورت به مصر في سماء الحضارات العريقة، أهرامات ومسلات ومعابد ضخمة، محفورة بالحروف الهيروغليفية، موثقة برسومات للقدماء المصريين، بدأت مع توحيد "مينا" للقطرين الشمالي والجنوبي، ليسرد بعده تاريخ مدمجًا بآثار ومعالم قديمة تعتز به مصر وسط بلاد العالم.
منذ فجر العصور، كانت مصر مطمعا لبلاد كثيرة لموقعها المميز وأرضها التي تنعم بالخيرات، من احتلال هكسوس، إلى قيام دولة رومانية "البطلمية"، وغزو عربي انتهى بقيام الدولة "الطولونية" تفرع منه فترات احتلال مختلفة، إلى فترة الاحتلال العثماني، وسيطرة "محمد على" وأسرته على السلطة، والذي كان بابا لغزو واحتلال الإنجليز لمصر.
آثار مهربة.. وآثار في مزاد.. وآثار في بيوت.. تعددت الأشكال ولكن الغرض واحد، سرقة كل ما يساعد على هدم القاعدة الأساسية لمصر، ففي الفترة الأخيرة وقعت أكثر من حادثة، كانت بريطانيا البطلة فيها، بدأت مع إيقاف عملية بيع 37 قطعة أثرية بمزاد علني بقاعة "بونهامز" في لندن، والتي تنتمي إلى مقبرة فرعونية بمحافظة الفيوم، وكانت قد أهدتها مصر إلى المعهد الأمريكي للآثار بسانت لويس عام 1914 لتعاونه مع السلطات في التنقيب عن الآثار.
يأتي بعدها، ضبط "15" قطعة أثرية مسروقة من معابد ومخازن غير مسجلة، وبحسب وزارة الآثار، هُربت أثناء ثورة يناير، كانت معروضة للبيع على المواقع الإلكترونية الخاصة بثلاث قاعات للمزادات بالعاصمة البريطانية لندن، وعملت على استعادتها بالطرق الدبلوماسية عن طريق إبلاغ الشرطة الدولية "الإنتربول".
وفي حملة لعملية كشف روتيني على صحة المنازل ببريطانيا، تم العثور على تابوت فرعوني يحوى مومياء لسيدة، منقوش عليه كتابات باللغة الهيروغليفية، داخل غرفة معيشة في مدينة إسيكس"، والذي هرب بطريقة غير شرعية، ورجح العلماء أنه خرج عقب حروب نابليون بونابرت أوائل القرن التاسع عشر، وسيطرح التابوت للبيع في صالة مزادات "ريمان ستانيس" مقابل 6 آلاف جنيه إسترليني، وذلك بعد بيع تابوت آخر يعود إلى 2300 عام ببريطانيا.
وكشفت بريطانيا النقاب مؤخرًا، عن مجموعة نادرة من القطع المصرية النادرة، كانت محتفظة بها مخبأة بمعرض خاص بساوث بورت، لمدة أربعين عامًا، ويعود عمر القطع إلى 5 آلاف عام، حصل عليها، والتي حصل عليها "آن جوديسون" خلال رحلته إلى مصر، وجمع أكثر من ألف قطعة في أواخر القرن التاسع عشر.