«السيسى» لـ«عكاظ» السعودية: الجيش المصرى جاهز قتالياً
شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن مصر بعد ثورة 30 يونيو تقيم علاقاتها الدولية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وتحرص على إقامة علاقات متوازنة وديمقراطية لا تميل إلى طرف على حساب آخر ولا تعلى إلا مصلحة الوطن، موضحاً خلال الجزء الثانى من حواره مع الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، أن زيارته إلى موسكو جاءت استجابة لمصلحة الوطن وليست خصماً من علاقات مصر مع أى طرف، وكذا فإن لقاءاته مع الرئيس الأمريكى أو المسئولين الأمريكيين ليست خصماً من علاقاتنا مع أى طرف آخر.
وحول العلاقات «المصرية - التركية» و«المصرية - القطرية»، قال «السيسى»: «هناك خطوة يتعين توافرها أولاً قبل الحديث عن جهود أو مساعٍ لتقريب وجهات النظر، ألا وهى توافر الإرادة السياسية لدى الأطراف التى تحدثت عنها، لإزالة التوتر وإعادة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها، هل تتوافر تلك الإرادة أولاً؟ وإذا قيل إنها متوافرة، فهل هناك خطوات عملية وكافية تدلل على توافرها وصدقها؟ ودعنا نطرح هذا السؤال ونترك الحكم للقراء، مؤكداً أن «عدم رد مصر على الإساءات التى توجه إليها يُعد أبلغ رد فى حد ذاته».
ورد «السيسى» على سؤال حول رده الشهير «مسافة السكة»، بتأكيده أن أمن منطقة الخليج العربى خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أن الجيش المصرى بخير دائماً وجاهز معنوياً وقتالياً، ويتسلح بالمعلومات.
وحول مشاركة مصر فى التحالف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى، قال «السيسى»: «إن مصر كانت من أوائل الدول التى حذرت من مخاطر انتشار الإرهاب ومحاولات بعض الأطراف الدولية لإيجاد جماعات متطرفة تساندها فى مواجهة أطراف دولية أخرى فى المنطقة إلى أن آلت الأوضاع إلى ما نحن عليه الآن، وعلى الرغم من ذلك ولكون مصر قد اكتوت بنار الإرهاب، فإننا منخرطون بالفعل فى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وليس أدل على ذلك من مشاركة مصر فى الاجتماع الذى عقد مؤخراً فى واشنطن فى هذا الصدد والذى ضم رؤساء أركان حرب القوات المسلحة فى عدد من الدول، وذلك فى الوقت الذى رفضت فيه أطراف إقليمية أخرى المشاركة، وأود أن أوضح أن مصر تؤكد أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فقط على الشق العسكرى، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادى والاجتماعى». ووجه «السيسى» تحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على مواقفه الشجاعة والمشرفة التى أبداها، وما زال، إزاء مصر وشعبها، ووصفها بـ«المواقف التى تدل على أخوة حقيقية وصداقة وفية»، مؤكداً أنه يتفق معه فى وصفه لمصطلح «الفوضى الخلاقة» بأنها «فوضى الضياع والمصير الغامض»، وقال «السيسى»: «كل من له عينان تريان أو عقل يفكر يستطيع أن يحكم على نتائج ما يسمى الفوضى الخلاقة فى بعض دول المنطقة التى أثيرت فيها الفوضى بغية تفتيت المنطقة وإعادة ترتيبها وفقاً لمصالح أطراف لم تعِ ولم تقدر خطورة ما فعلت بل وتسدد الآن فاتورة ما شاركت فى إحداثه من فوضى».[FirstQuote]
وأكد أن مستقبل العلاقات بين مصر والسعودية واعد ومزدهر، وملىء بالفرص الاقتصادية والتنموية التى يعززها التوافق السياسى، موضحاً أن وقوف المملكة إلى جوار مصر لم يكن له معان نبيلة على مستوى العلاقات الأخوية بين البلدين فقط، ولكنه صان العديد من دول المنطقة ومقدراتها.
ولفت «السيسى» إلى أن هناك أطرافاً فى المنطقة تحاول بطرق شتى أن توجد لنفسها موطئ قدم على خريطة القوى الفاعلة، بظنها أن إنشاء نظام إقليمى جديد سيتيح لها الفرصة لممارسة دور رائد إقليمياً، وهو ما جعلنا نرى جميعاً حروباً أهلية ونزاعات طائفية ومذهبية، ومقدرات تضيع، وشعوباً تدفع الثمن، «انتقلنا إلى مرحلة اللانظام.. وظهرت هذه الأطراف على حقيقتها.. فقدت احتراماً ومصداقية كان يمكن أن تتمتع بهما لو أنها انتهجت منحى مغايراً.. ولكن المقدمات الخاطئة تقود دوماً إلى نتائج خاطئة.. وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح».
وأضاف «السيسى»: «أعتقد أن هناك إدراكاً متزايداً من مختلف القوى الدولية، ومن بينها القوى الكبرى، لحقيقة الأوضاع فى المنطقة، ولقد بدأ هذا الإدراك يتبلور عملياً من خلال الجهود الدولية التى تبذل من أجل مكافحة الإرهاب، لقد بات العالم الآن أكثر وعياً بأن الفوضى لا يمكن أن تنتج سوى المزيد من الفوضى وأنه لا يمكن الوقوف ضد إرادات الشعوب».
وأكد أن هناك ضرورة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهناك احتياج إسرائيلى للشعور بالأمن وتحقيقه، ومن ثم فإن التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقاً أصيلاً للشعب الفلسطينى وتصب فى مصلحة الشعب الإسرائيلى، ولذا حرص فى مؤتمر إعادة إعمار غزة على أن يدعو الشعب الإسرائيلى إلى تحقيق السلام، وحث قادته على المضى قدماً فى طريق السلام، مشيراً إلى أننا فى مصر لا نلتفت كثيراً إلى أية محاولات يائسة للتشويش على دورنا الإقليمى فى المنطقة، ولا سيما فى القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن مصر ستمضى فى طريقها وصولاً لتحقيق السلام العادل والشامل وفقاً لمبادرة السلام العربية التى سبق أن طرحها خادم الحرمين الشريفين فى قمة بيروت عام 2002.
ورداً على سؤال حول الموقف المصرى من النظام السورى، والوضع فى العراق واليمن، أضاف «السيسى»: «مصر لها فلسفتها الخاصة إزاء التعاطى مع كل هذه القضايا المهمة والحيوية فى المنطقة وهى فلسفة قائمة على حماية الدول ذاتها وصون حقوق شعوبها».