استيقظ الطفل «حسين»، 13 سنة، قبيل بزوغ الفجر ليؤدي صلاته كما اعتاد منذ سنوات طويلة، ويبدأ في روتينه اليومي وهو الذهاب إلى الشادر وجلب كمية من الجرجير يبيعُها وهو يتنقل بعربته الخشبية في الشوارع، وفي النهاية يعود إلى أسرته التي تنتظره بشوق، إلا أنه هذا اليوم لم يكن مثل الأيام السابقة، إذ خرج الطفل وظلت الأسرة تنتظره طويلًا على أمل عودته لكنه لم يعد، وعند البحث عنه وجدوه مذبوحًا ومُلقى بأحد الحقول الزراعية.
حسين عبد الله، 13 سنة، من أبناء قرية القصر شرق النيل بمركز نجع حمادي في محافظة قنا، عمل في بيع الجرجير منذ سنوات عديدة ليُساعد والده الذي يُعاني من مشاكل صحية، في التكفل بمصاريف الأسرة، كان مشهود له رغم صِغر سِنه بالشهامة والكرم من جميع أهل القرية.
العثور الطفل «حسين» مذبوحًا
روى حسين إبراهيم، عم الطفل «حسين»، بائع الجرجير والمُلقب بـ«شهيد لقمة العيش»، في حديثه لـ«الوطن»، تفاصيل الحادثة التي تعرض لها ابن أخيه، بأنه خرج كعادته كل يوم لبيع الجرجير في شوارع قريته والقرى المُجاورة مُتنقلًا على عربته الخشبية: «لما أتأخر ومرجعش في ميعاده زي كل يوم، طلعنا ندوَّر عليه وفي الآخر لقيناه مدبوح في أرض زراعية في قرية مجاورة لينا».
وأوضح العم أيضًا، أنه بعد القبض على الجاني، اعترف في التحقيقات أنه استدرج الطفل للاستيلاء على حصيلة بيعه طوال اليوم، وعندما رفض الطفل، ذبحه وألقى به في أحد الحقول ومن ثَم أخذ المال وفرَّ هاربًا: «ده طفل بيشتغل علشان يعول أسرته وعنده أخته أصغر منه برضه بتشتغل تبيع خضار واتقتل بدم بارد وكل ده علشان مبلغ ميكملش 100 جنيه، نفسنا في تطبيق العدل والقصاص في أقرب وقت علشان جرحنا يتلم».
استجابة عاجلة من الرئيس عبد الفتاح السيسي
وبعد أن عرضت «الوطن» حالة الأسرة، وسلَّطت الضوء على مأساتها بعد فقدان طفلها وإثارة حالة من الجدل بين الناس، وجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في استجابة عاجلة، بتوفير كل حتياجات أسرة الطفل «حسين» المُلقب بـ«شهيد لقمة العيش»، وتم إدراج منزل الأسرة ضمن مُبادرة «سكن كريم»، ليتم بناؤه بشكل لائق وتزويده بالأثاث اللازم، كما تم أيضًا صرف مبلغ 10 آلاف جنيه كمساعدة مالية للأسرة، من بنك ناصر الاجتماعي، كما صرفت أيضًا إحدى الجمعيات مبلغ 1000 جنيه لوالدي الطفل، بالإضافة إلى الاستمرار في صرف الدعم النقدي «تكافل وكرامة»، وتوفير كل ما تحتاجه الأسرة من العلاج شهريًا.
تعليقات الفيسبوك