سألوا «أحمد» عن «الذهب الأبيض» فبكى وقال: «مبقاش دهب خلاص.. بقى برخص التراب»
لم يصل استخارة، ولم يستشر قبل أن يصدق وعود الحكومة، عزم أمره على زراعة القطن، واطمأن قلبه إلى تسويقه بعد وعود الحكومة لعدد من الفلاحين بالتسويق، جمع أحمد شاكر العيسوى محصوله وخزنه فى منزله الصغير بقرية الكوم الأحمر بكفر الشيخ، ومن وقتها وهو يبحث عمن يحقق له وعد الحكومة: «ياريتنى كنت سمعت الكلام ومازرعتش قطن الموسم ده». لم يعلم هو وباقى المزارعين أن تعب الموسم فى الزراعة سيضيع هدراً، ما اضطر بعضهم إلى حرق محصولهم اعتراضاً على عجز وفشل الحكومة فى تسويقه «الاجتماع الوزارى فشل فى الوصول لحلول لأن السوق العالمية معدلات طلبها للقطن طويل التيلة ضعيفة». حيرة وانتظار وترقب انتابت «شاكر» بسبب عدم تدخل الحكومة لتحديد سعر بيع محصول القطن من الفلاحين حتى الآن رغم وعد وزير الزراعة بتحديد سعر البيع والتأجيل أكثر من مرة، حسب قوله: «مفيش منافذ لتسويق القطن إلا عن طريق التجار الذين يتحكمون فى أسعاره وشرائه بأسعار لا تغطى تكاليف زراعته»، مضيفاً أن رقبة الفلاحين فى أيدى تجار السوق السوداء: «زراعة القطن غلطة مش هتتكرر». يؤكد «شاكر» أن «الحكومة شالت إيديها من زراعة القطن وتسويقه من سنين بعد ما كان بالنسبة للمصريين دخل قومى واستراتيجى للدولة وكانت تجارته أحسن من الدهب»، مؤكداً أن التجار حددوا سعر القنطار بـ950 جنيهاً وقيمة القنطار لا تغطى تكاليفه من الأرض، حيث إن يومية العامل 50 جنيهاً، حسب وصفه. فى الوقت الذى يؤكد فيه أسامة الجحش، نقيب الفلاحين، بعد لقائه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أنه وعد بإنهاء أزمة محصول القطن الأسبوع المقبل، حسب قوله: «محلب أصر على تصعيد الموقف بعد فشل وزراء الزراعة والتجارة والصناعة والاستثمار فى حل الأزمة وفشل اجتماعهم».