شاب عشريني محاصر بين المرض والوحدة: "محدش حاسس بيا"
كان يعمل نجارًا لا ينافسه أحد في مهنته، خبرته طيلة سنوات عمله جعلته الأقدم بها رغم أنه حاصل على الإعدادية، ورث حسام الشحات الحاوي (28 عامًا) تلك المهنة عن والده الذي تركه يتيمًا بلا أم ولا أب وهو في عمر صغير، بدأ يعمل بكل جد واجتهاد لتكون لديه حجرة صغيرة ولو بالإيجار بقرية محلة أبو علي مركز دسوق بمحافظة كفرالشيخ، ظل راقدًا بسريره بعد أن تعرَّض لحادث أصابه بشلل نصفي وأصبح طريح الفراش ولا أحد يسأل عنه أو يرعاه: "ليا إخوات بنات كل واحدة في بيتها ومحدش حاسس بيا".
ترك "حسام" مهنة النجارة المسلحة بلا رجعة بعد أن أكد له الأطباء أن لديه كسرًا بالفقرة الـ12 بالعمود الفقري، فيقول "وقعت من فوق السقالة وكنا بنركب حديد فوق مصنع حلاوة المولد"، لافتًا إلى أنه لا يوجد لديه تأمين ولا معاش ضمان اجتماعي لكي تعالج به، حسب قوله "الشلل نتج عنه شلل تام وعدم التهوية وتغير الفرش جاتلي قرحة فراش"، لا يعلم أين يذهب حسام أو ما مصيره خلال الساعات القصيرة المقبلة في حياته، فشعوره بأن المرض يعجِّل من موته وهو في سن صغير جعله يتمنى الموت كل لحظة لكي يستريح، حسب قوله.
يسكن حسام في حجرته منذ 5 سنوات، إيجارها حوالي 200 جنيه، وانقطع عن سداد الإيجار منذ إصابته منذ ثلاث سنوات، مضيفًا أن أصحاب المنزل الذي يسكن به لديهم رأفة بحالته، خصوصًا أنه وحيد ولا أحد من أهله يسأل عنه، حسب وصفه "ربنا يخليهم أولاد الحلال بيجيبولي أكل وشرب ولولاهم ما كنتش قدرت أعيش على وش الدنيا"، متمنيًا أن يساعده أحد رجال الأعمال أو الأطباء ويتبنوا حالته حتى يتم شفاؤه ويرجع إلى حياته الطبيعية: "لو رجعت الدنيا تاني هاشتغل أي حاجة المهم أرجع أقف على رجلي تاني".