طالبات الأزهر: «إغلاق المدينة الجامعية ضار جداً.. ويسبب الوفاة»
طابور ممتد من بوابة جامعة الأزهر حتى نهاية شارع عبدالعزيز الشناوى حيث مقر الجامعة، صرخات وبكاء صادر من طالبات يحملن حقائب فوق أكتافهن، يستجدين عطف الأمن الإدارى السماح لهن بالاحتماء داخل أسوار المدينة الجامعية، للخلاص من خوف يصاحبهن يومياً فى رحلات السفر عبر طرق غير مُعبدة، للمبيت داخل منازلهن بالمحافظات البعيدة، والعودة فى اليوم التالى لمباشرة المحاضرات والامتحانات.
إغلاق مدينة الطالبات بجامعة الأزهر بحجة الصيانة والاحتياطات الأمنية ينذر بكارثة جديدة على شاكلة جامعة سوهاج التى فقدت 10 طالبات أثناء رحلة العودة على طريق «الكوامل»، فالطالبات يضطررن للسفر يومياً، بحسب علياء شاكر، طالبة الفرقة الأولى بكلية الصيدلة، «مجبرة أحضر كل يوم بسبب محاضرات العملى، وامتحانات الباطنة والكيمياء، وده بيخلينى أخاطر بحياتى وأركب مواصلات معدمة، وأمشى على طريق بيموت عليه العشرات، وأصحى من النجمة وأسافر من البحيرة علشان أعرف أوصل مدينة نصر الساعة 10 تماماً، وإلا تعرضت للرسوب».
وتضيف: «أنا فى سنة تالتة دراسات إنسانية، بضطر أحضر من الفيوم يومياً ومش عارفة أسكن فى أى شقة، لأن إيجارها غالى علىّ، ومقدرش أسدده»، الخوف من الرسوب أو الموت مشاعر جديدة اقتحمت حياة الطالبة الجامعية، «طبعاً بتأخر على معظم المحاضرات، وبتغيب عن الباقى، لأن أسرتى خايفة أموت فى رحلة السفر اليومى بسبب الحوادث على الطريق».
«الطالبات بين نارين، نار تعنت إدارة المدينة، والحوادث على الطريق»، هكذا أكدت «سارة على»، طالبة كلية الترجمة، خاصة بعد أن تابعت حادثة سوهاج الأخيرة، وانتابها الخوف من تكرار نفس الحادثة معها أو زميلاتها بالكلية، «بسافر مرتين فى الأسبوع، لأننى من بنى سويف وده بيضعف تركيزنا والتحصيل الدراسى، وبكون تحت رحمة السائقين والطرق السيئة».