الرأى والرأى الآخر
التقرير الصادر من منظمة اليونيسكو عام 2010 أى قبل الثورة بعام يفيد بأن خمسة وثمانين فى المائة (85%) من الشعب المصرى جاهل سياسياً وأعتقد أن النسبة لم تزد كثيراً بعد الثورة، إن لم تكن كما هى فليس معنى أننا مارسنا حقوقنا التى حرمنا منها قبل الثورة من تصويت واستفتاء وإبداء الرأى بحرية، أننا أصبحنا مؤهلين للممارسة السياسية، فنحن نفتقد أهم أسس ممارسة العملية السياسية ألا وهى ثقافة الاختلاف وتقبل الرأى الآخر، فالجهل السياسى المعشش فينا يجعلنا نحول الاختلاف إلى خلاف، والأمر الموضوعى إلى شخصى وإما تسقطنى أو أسقطك، وتبدأ قصائد الشعر فى التبادل بين الطرفين، وذكر الآباء بأجمل الصفات، والتطرق أحياناً إلى الأجداد، ثم إلى التخوين والتشكيك فى الوطنية والعمالة، فكل منا يرى فى رأيه الصواب المطلق، كل منا يرى فى رأيه مصلحة الوطن، ونسينا أن السياسة خلقت أصلاً للخلاف وليس للاتفاق، أنت تقول رأيك وأنا أقول رأيى، إما أن نتفق على أحدهما أو نخرج بأمر ثالث، فطالما لا يتقاضى أحدنا أموالاً لتخريب هذا الوطن والأمر ما هو إلا اختلاف فى وجهات النظر سببه حب هذا الوطن، فرفقاً بأنفسنا، فنحن نحترق ويخسر بعضنا البعض وهم يحصدون المناصب والكراسى، لقد أصبحت السياسة فى مصر الآن هادمة اللذات ومفرقة الجماعات، وسبب البلوات، لقد أصبحت السياسة فى مصر الآن سارية بمبدأ توافقنى أسمحلك، تخالفنى أردحلك