فقد زوجته وأبناءه بالعراق وشقيقته أخذت تحويشة العمر والحى حطم «الكشك»
لا يصدقه البعض حين يقول «أنا عمرى 43 سنة»، فنبرة صوته، وملامحه المتعبة، وجسده الضئيل الذى توقف نصفه عن الحركة، كل ذلك لا يشى بعمر أقل من الثمانين.. يسرى كامل عنان الشوربجى، تجسيد للقول المأثور: «عزيز قوم ذل».. لم يكن الرجل يدرك وهو مسافر إلى العراق قبل سنوات، أن رحلته ستنتهى به مشرداً فى الشارع. «أنا مبيض محارة.. أسطى بجد»، هناك جنى الكثير من الأموال، انطلق فى سعة من الرزق بين تركيا والأردن، ليقرر أخيراً العودة بعد 17 عاماً من الغربة. «كنت فرحان إنى راجع، وحاسس إن الدنيا بتضحكلى، 17 سنة كلها خير، اتجوزت من ست كردية، وخلّفت مريم وحسن، رجعنا إسكندرية واكتشفت أن أختى اللى كنت باحوّل لها فلوسى خدت الفلوس كلها، سنين وأنا عايش فى الشارع، لما أحوالى اتدهورت مراتى رجعت بلدها، وماتت بالسكر، ومعاها بنتى مريم ماتت من شهرين فى انفجار بالعراق، وابنى ماعرفش عنه حاجة». رق لحاله أحد رجال شرطة المرافق بالإسكندرية: «راجل طيب قالى هنجيبلك كشك أنا والظباط زمايلى وهنملاه بضاعة، قلت الدنيا ضحكت، يومين جه الحى أخد الكشك باللى فيه، رحت لرئيس الحى، قالى هاديك باكية فى الموقف الجديد بـ300 جنيه فى الشهر، أبيع إيه ولمين؟ وأدفع 300 منين؟»، قالها الرجل وبكى.