السيدة ريناد (1-2)
حبيبتى، كم أوحشتنى مداعبتك الرقيقة، وهمساتك الناعمة، أتذكرين ثوبك الأرجوانى؟ آه وألف آه.. يلهبنى سحر أنوثتك فيه.. منذ أن رحلتِ عنى، وأنا لا أنام قبل وضع صورتك بين ذراعى. أضم أحلى لحظات حب جمعتنا. إنى أنتظرك الآن. بلهفة شديدة. وأعلم أنى قصرت فى حقك. فكم كنت تتحملين عناء عملى، وبعدى عنك دون شكوى. أُعلمك أنى منذ رحلتِ، وأنا فى نوم متواصل لتتعانق روحانا عبر الأحلام. فلا أريد الصحوة أبداً. يا ويلى!! لا أحد يعلم أن الرجال كالجبال فى كل شىء حتى فى الحزن؛ إنى أشم الآن عطرك الأخَّاذ الذى طالما ألهب مشاعرى حين قابلتك أول مرة فى كازينو «ريتاج».. أتذكرين؟ لكن من هذه؟ إنها هى.. أيكون الموت رحيماً ليعيدك لى، أم أنى أحلم بك من شدة تعلقى ولهفتى، أم أن هذا هو الواقع الذى أعيشه الآن وموتك لم يكن سوى كابوس استيقظت منه الآن؟ يا ربى! إنها تقترب بشدة، دخلت إلى شقة الجيران المقابلين لنا. سأتأكد منهم. لكن ماذا سأقول للجيران؟ حتماً سينعتوننى بالمجنون آه. سأقول إنى أريد بعض الملح، فقط بعض الملح، ولا أظنهم سيمانعون.
وهنا أسرع «جاسر» إلى شقة الجيران ليقابل زوجته «رهف»، فإذا به يُصدم فى الباب لشدة سرعته، وبعد أن طرق باب الجيران صُرع من صوت شىء سقط داخل شقته. فطرق الباب، وأسرع لشقته متأففاً: أوه أهذا وقت العطلة؟ إنى أود رؤية «رهف»، وحين اقترب من شقته وجد ذيلاً أسودَ يطل من شقته فتأكد أنها القطة مَن أربكت الموقف، وعطَّلته. فتنفس بعمق حامداً ربه. فليس هناك سارق. وفجأة حاول خادم الشقة المقابلة غلق الباب لأنه لم يجد أحداً فإذا بـ«جاسر» يلحق بالباب قبل أن يُغلَق.
يتبع..