من مزلقان أسيوط لميكروباص الكوامل: الكارثة مجرد «تعويضات وكبش فداء»
حوادث الإهمال تتوالى واحدة تلو الأخرى، ضحايا جدد يتساقطون، تصريحات وأقاويل تتردد أصداؤها حول سبب الحادث تنتهى باختيار «شماعة» تعلق عليها الحكومات الفشل فى تدارك الأزمة، الشماعة كانت الدور الذى لعبه عامل مزلقان قطار أسيوط الذى دهس تحت عجلاته 70 طفلاً، ومن بعده سائق ميكروباص قرية الكوامل الذى تسبب اختلال عجلة القيادة من بين يديه فى مصرع 14 طالبة بجامعة سوهاج، دون أن ينظر أحد المسئولين للواقع المرير الذى يعاصره أهالى قرية الكوامل مع «طريق الموت» الذى لم يعره أى من المحافظة أو الحكومة قدراً كافياً من الاهتمام لتجنب وقوع الحادث.
طريق متهالك، حارة واحدة تمر من عليها السيارات ذهاباً وإياباً دون إشراف مرورى، حركة سير المركبات متروكة إلى مجموعة لافتات تحذيرية ممتدة على خط طريق قرية الكوامل تنوه بـ«احترس من خطأ الغير»، جزء من المشهد الذى اعتاده «محمود عبدالرحمن»، (23 عاماً) خريج تجارة سوهاج وابن عمة «منال عبدالرؤوف»، إحدى ضحايا حادث قرية الكوامل، بعد أن أصدرت المحافظة قراراً بنقل طلاب جامعة سوهاج من المبنى القديم بالمحافظة إلى آخر على طريق قرية الكوامل «إزاى حارة واحدة رايح جاى يبقى عليها ميكروباصات بتوصل طلبة لجامعتهم، وسيارات أجرة بتوصل مسافرين لمطار سوهاج، وسائقى لوادر وشحن تقيل لسه بيبنوا فى المدينة الجديدة.. ومطلوب إن كل سواق يتجنب خطأ اللى جنبه، والدولة تصرف التعويضات، ولا عزاء لضحايا الإهمال».
«عبدالرحمن» لم يتمالك نفسه حيال الشعور الغاضب من المصير الذى لاقته قريبته ابنة الـ25 ربيعاً لأن خطأها الوحيد، الرغبة فى العلم «قبل ما أتخرج تظاهرت عشان أرجع المبنى القديم كنت بشوف الموت بعنيا لكن هو اختار قريبتى بدلاً منى، ومش هى بس، ده مئات الطلبة اللى ساكنين المدينة الجامعية اللى بينها وبين مقر الجامعة الجديد 45 دقيقة ومفيش مواصلة بتعدى إلا كل ساعتين مرة». وزارة الإسكان بدأت منذ أمس الأول فى إنشاء طريق بديل بإشراف عام من محافظة سوهاج لمنع تجدد مثل تلك الحوادث على الطريق، قالها د. سعد الجيوشى، رئيس هيئة الطرق والكبارى بمحافظة سوهاج.