سجل يا تاريخ.. زعماء ينقذون أنفسهم بوعود لا تكتمل
![سجل يا تاريخ.. زعماء ينقذون أنفسهم بوعود لا تكتمل](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/3481_660_prt-1.jpg)
يدرسون الأوضاع بشكل جيد، يعقدون النية بالتنحي عن صدارة المشهد، ثم يعلنون قراراتهم للجماهير في خطابات رسمية أو تصريحات تاريخية.
عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة، قرار يتخذه رؤساء كثر حول العالم، يفي بعضهم بتعهده طواعية، ويتراجع البعض الآخر، بينما يجبر آخرون على تنفيذه قسرًا.
نية الرحيل عن كرسي الحكم، عهد قطعه الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك على نفسه، في خطاب ألقاه مطلع فبراير 2011، مدفوعًا بثورة شعبية في شوارع مصر، تطالبه بالرحيل وإنهاء نظام حكمه، الذي دام 30 عامًا حتى قيام ثورة 25 يناير.
بعد نحو شهرين من كلام مبارك، كشف الرئيس السوداني عمر البشير، عن نيته عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة، لنزع فتيل انتفاضة سودانية تستهدف نظام البشير، نفس الوعد وذات الحديث لكن المكان والزمان والظروف مختلفة، فعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط، خرج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ليعلن نيته عدم الترشح في الانتخابات المقبلة، والمقرر إجرائها عام 2017، إلا بشروط قطعها هولاند على نفسه.
تراجع معدلات البطالة التي سجلت 3.4 مليون عاطل، وإخفاق الرئيس الفرنسي في حل الأزمة، دفعه إلى إعلانه مسبقًا عدم الترشح للرئاسة، إلا إذا نجح في حل الأزمة.
بالمقارنة ما تعهد به هولاند على نفسه بالعهد المباركي، نجد أن نسبة البطالة بلغت نحو 9.8%، بما يعادل 2.3 مليون عاطل، وفقًا لآخر إحصائية أجريت بهذا الشأن قبل ثورة يناير 2011، ورغم ذلك ظل مبارك متمسكًا بالحكم، حتى أجبرته الاحتجاجات الشعبية على الرحيل.
المشكلات السياسية والاقتصادية التي أهمل فيها مبارك، والتي دفع ثمنها من منصبه وتاريخه، تداركها الرئيس الفرنسي مبكرًا، وبادر بتقديم التنازلات طواعية.
النماذج الثلاثة "هولاند، مبارك، البشير"، اختلف بينهم مصير كلامهم بعدم الترشح للرئاسة، فمبارك أطاح به الشعب قبل المهلة التي تحدث عنها، لتنفيذ وعده، والبشير تراجع عن قراره، ويبقى هولاند رهن إصلاح الأوضاع وتدارك أسباب غضب الشارع الفرنسي ضده.