السيدة ريناد (2-2)
وفجأة حاول خادم الشقة المقابلة غلق الباب لأنه لم يجد أحداً.. فإذا بجاسر يلحق بالباب قبل أن يغلق.
جاسر: أيها الخادم! إنه أنا من طرق بابكم.
الخادم: أهلاً وسهلاً، ماذا تريد؟
جاسر: فقط أريد بعض الملح للطعام.
الخادم: إذن انتظر، ولا تتحرك حتى آتيك به.
وازدادت ضربات قلب جاسر حين نظر داخل الشقة، وذُهل حين لمح شعر المرأة يظهر من داخل الصالون.
جاسر: آه يا إلهى! إنها هى نفس الشعر الأسود والعطر رحماك يا الله
وحاول الاقتراب أكثر فأكثر، وقبل أن يرى وجهها صُدم بضربة يد على كتفه لتفيقه فتلعثمت كلماته وأغمض عينيه متفاجئاً.
الخادم: ماذا تفعل سيدى وكيف تسللت؟
جاسر: ممكن لو سمحت قل لى من هذه السيدة؟
الخادم: إنها السيدة ريناد أخت السيد حسام. عادت لتوها من الخارج بعد وفاة زوجها.
وهنا تحطم أمل جاسر فى أن تكون المرأة صاحبة العطر رهف زوجته، وفى اليوم التالى أصر على مقابلة السيد حسام متلهفاً.
وشرح رغبته فى مقابلة السيدة ريناد فقط ليطمئن قلبه،
فما كان من السيد حسام إلا أن أشفق عليه، ودعاه لرؤيتها فى بيته،
وحان وقت المقابلة الرهيبة.
فرفع جاسر بصره محدقاً فى ذهول وصدمة.
جاسر: نفس العطر ونفس الشعر لكن الملامح مختلفة.
ريناد: أهلاً أستاذ جاسر نورتنى أنا ريناد.
جاسر: أهلاً سيدة ريناد مرحباً بك فى مصر.
ومر وقتهما فى حديث مسامر يحفه بعض البهجة، وبعد عدة لقاءات عطفت عليه ريناد بها. قررت الرحيل خارج مصر. فما كان من جاسر إلا إخبارها بمشاعره.
جاسر: ريناد لا أعلم إن كان ما بى حباً أم تعلقاً أم احتياجاً لكنى أريد الزواج منك، فهذه منية رجل حزين فقد روحه أرجوكِ لا تخذلينى جميلتى. وها هو جاسر الآن جالس فى شرفته محدقاً ببصره لشقة الجار لا ينقل عينيه عنها ينتظر عطر رهف بلهفة وحب لكن هذه المرة من السيدة ريناد.