"عيد القيامة".. حلم احتفال مسيحي العالم
توحيد الاحتفال بعيد القيامة على مستوى كنائس العالم، حلمًا يراود البابا تواضروس الثاني، خصوصًا أن الاختلافات في تواقيت الاحتفال بالعيد ليست لاهوتية بل فلكية.
البابا جدد مطالبه، أمس، بتوحيد عيد القيامة بين المسيحيين على مستوى العالم، في إطار الحفل الذي أقامته هيئة "بروأورينتا" في فيينا بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها، خاصة أن توحيد الاحتفال بالعيد سيكون خطوة أساسية في تحقيق الوحدة بين الكنائس الشرقية والغربية، التي عانت كثيرًا من الاختلافات العقائدية على مدار الزمان.
البابا تواضروس جعل أولى أهدافه تحقيق الوحدة بين الكنائس، وتدشين مجلس كنائس مصر حتى تكون هناك أرضية مشتركة بين الكنائس وإن اختلفت عقائدها التي تؤمن بها، واتخذ خطوة إيجابية منذ أن تولى الكرسي المرقسي، وأرسل لبابا الفاتيكان خطابًا داعيًا إياه بدراسة أمر توحيد تاريخ الاحتفال بعيد القيامة بين الكنائس على رأسها كنيسة روما.
الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، أعد دراسة من قبل لتوحيد الاحتفال بعيد القيامة بين الكنائس، بتكليف من البابا تواضروس، والتي ذكرت أن الكنيسة الأولى كانت تخشى من التعييد مع اليهود في عيد الفصح خشية التأثر بالتيار اليهودي، الذي كان منتشرًا ويمارس معتقداته في المعمودية والختان وباقي الطقوس الأخرى، حتى استقرت الكنيسة على الاحتفال بعيد القيامة، الأحد.
يتراوح الاحتفال بعيد القيامة ما بين 4 أبريل و5 مايو والمتوسط يكون يوم 20 أبريل وهو الأحد الثالث في الشهر، وهو أقرب تاريخ لمتوسط تاريخ عيد الفصح عند اليهود، لكن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اتبعت مواعيد كافة الأعياد حسب التقويم الغربي، لأن التقويم الغربي هو الأدق ولا يوجد خلاف عقائدي حوله.
التقاويم الحسابية كانت سببًا في الاختلافات الزمنية:
"التقويم الغريغوري": قام البابا غريغوريوس الثالث عشر بحذف 10 أيام فجعل 1 تشرين الأول يولياني (شرقي) العاشر منه في غريغوري ( غربي ) وأعاد الاعتدال الربيعي إلى 21 مارس بعد أن كان 18 مارس في السابق في روما.
هذا وقد بلغ الفرق في الوقت الحاضر 13 يومًا مع التقويم اليولياني.
"التقويم اليولياني": وضعه العالم اليوناني سوسيجينوس الإسكندري بأمر القيصر يوليانوس سنة 46 ق . م.
وقد قسم السنة إلى 365 يومًا مع زيادة 5 ساعات وبضع دقائق احتسبها تجاوزا 6 ساعات ( ربع يوم)، أضافها كل أربع سنوات يومًا كاملا إلى آخر شهر في السنة وهو أبريل لأن السنة كانت تبدأ في أول مارس، ومع ذلك رفضته الكنيسة، ووضعت ما يسمى بالتقويم اليولياني المصحح، وبالتالي أصبحت الاختلافات بين مواقيت الاحتفال بعيد القيامة مجرد اختلافات فلكية، ورغبة من البابا تواضروس في تحقيق وحدة الكنائس أراد توحيد الاحتفال بالعيد على مستوى الكنائس عالميا.
وقابلت العديد من الكنائس الفكرة بالقبول، من بينها الكنيسة الكاثوليكية التي رحبت بالفكرة، ووصفتها بالإيجابية فيما تمتنع الكنيسة الغربية عن إبداء رأيها في قبول الفكرة من عدمها، ومن المنتظر أن تجرى مناقشات من خلال مجلس الكنائس العالمي لاتخاذ موقف جماعي بقبول أو برفض الاقتراح المقدم من البابا تواضروس.