يضع طرف «الكوريك» بين رقبته وكتفه، ويضغط عليه ليحمل الرمال من مكانها، وينقلها إلى العربة المخصصة لنقل الرمال، فلم يقف فقد الذراعين عائقًا أمامه يمنعه عن العمل، وإنما ضرب إبراهيم علي، 19 عامًا، مثلاً كبيرًا في تحدي قدراته، وتحولت الإعاقة إلى أمل يدفعه لتحقيق نجاحات أخرى.
يروي «علي»، لـ«الوطن»، قصته التي بدأت في عمر 4 سنوات، حين أصيب بصاعق كهرباء أفقده ذراعيه الاثنين، وكبر ليجد نفسه عاجزًا لا يقدر على تناول الطعام والشراب بمفرده، ويحتاج دائمًا للمساعدة، فقرر أن يفعل كل شيئ بنفسه متحديًا الإعاقة والصعوبات التي تواجهه، فاستخدم قدمه في عمل كل شئ، مع مساعدة من رقبته، موضحًا: «اتكرهبت وأنا صغير وإيديا الاتنين اتقطعوا، وكبرت لقيت نفسي دايما محتاج حد يساعدني، لكن جيت من 3 سنين، وقولت لازم أتعود اعتمد على نفسي لأني كبرت».
بداية العمل في المعمار منذ 3 سنوات
منذ 3 سنوات، ذهب «علي»، إلى أحد المقاولين العاملين في المعمار بمحافظة الإسماعيلية التي يقيم فيها، وسأله عن حاجته لعمال، فعرض الأخير عليه أن يعيطيه المال الذي يريده إن كان محتاجًا، لينفر منه الشاب، وقال هل: «أنا مش محتاج فلوس.. أنا عاوز اعتمد على نفسي، مش محتاج فلوس لأن عندي إخواتي الاتنين ربنا يخليهملي، وكمان والدي، مش مخلييني محتاج أي حاجة، لكن كل اللي محتاجه هو إني ماحسش بالإعاقة، وابقى بقدر أعمل أي حاجة بنفسي»، فقبل المقاول أن يعمل معه.
علي: «نفسي أبقى محامي»
يدرس «علي» في السنة الأخيرة بالمرحلة الثانوية، ويأمل أن يصبح محاميًا يدافع عن حقوق المظلومين، موضحًا أن حلمه ينبع من رغبته في مساعدة الغلابة، مبتعدًا عن الكليات المعروفة باسم «كليات القمة»، مؤكدًا: «نفسي أبقى محامي عشان أدافع عن حقوق المظلومين».
تعليقات الفيسبوك