حماتي العزيزة.. شكراً
بدأ الأمر على سبيل الدعابة، حينما عرض صديق زوجي عليه المشاركة الرمزية في لعب القمار، ورغم علم زوجي أن القمار حرام، لكنه اعتبرها تجربة، ومنذ ذلك اليوم وزوجي أصبح يلعب القمار مع صديقه، يعتبره نوعًا من المسليات، خاصة أنه – على حد قوله – لا يتعدى القمار جنيهات قليلة.
طبعه تغير شيئا فشيئا، وأصبح عصبيًا، يبرر استمراره بتلك اللعبة الخبيثة أنه ليس لدينا أولاد حتى نخشى الفقر، وحينما أذكره أن القمار حرام يتركني ويرحل من المكان.
أخشى أن يتطور الأمر إلى المقامرة على مبالغ كبيرة، فلقد أصبح المكسب، والخسارة لغته، هو يخسر كل مرة، وينتظر أن يفوز مرة واحدة حتى يكف عن القمار للأبد، لكن هذا الفوز لن يأتي أبدًا.
لجأت إلى حماتي العزيزة التي فوجئت بتغير سلوك ابنها، وتحدثت معه، مما أدى إلى انفجاره بوجهي واتهامي بتسرب مشاكلنا خارج "جدران البيت"، ولما قلت له أن أمه ليست شخصًا غريبًا، ترك البيت إلى منزل صديقه، لم تشفع لي توسلاتي، وعشرة العمر الذي بيننا، إلى أن فوجئت بدخوله على ذات يوم بصحبة "حماتي العزيزة"، فهي الوحيدة التي تستطيع "ترويضه".
أخشى أن يعود مرة أخرى إلى القمار بعد أن وعد أمه بعدم ممارسة القمار مرة اخرى، ونصحتني حماتي بزيادة الاهتمام به، وعدم تكدير حياتنا بأية مشكلات حتى ننتهي من هذا الأمر.
شكرت حماتي التي فرضت وجودها علينا بالبيت، حتى تراقبه بشكل طبيعي، ووجدت زوجي يتصرف مثل طفل كبير مع أمه التي عرفت كيف تتعامل معه، وساعدتنا على تخطى تلك المحنة، لذلك أشعر بالامتنان نحوها.