عم أحمد «المرض دمره»: دخله 100 جنيه وعنده 3 أطفال ويحلم بسداد ديونه
أحمد عزوز
بين 4 حيطان، يستلقي عم أحمد على سرير بسيط بجواره عكازين، وعلبة بلاستيكية يقضي فيها حاجته، بعدما فقد القدرة على السير، إثر إصابته في النخاع الشوكي نتيجة حمله إطار سيارة نقل خلال عمله كسائق، لتنقلب حياته رأسا على عقب، يبكي ليلا نهارا على حاله الذي أصبح لا يسر عدو ولا حبيب، حيث أخذ عدة قروض لإجراء عملية جراحية وتراكمت عليه الديون وأصبح غير قادر على توفير أبسط احتياجات أسرته اليومية، أو حتى توفير الأدوية التي يحتاج إليها.
مأساة عم أحمد مع المرض
قال عم أحمد، في حديثه لـ«الوطن»، إنه كان يعمل سائقا على سيارة نقل ثقيل في الفيوم، وحياته كانت مستقرة وسعيدة، ولم يكن يحتاج أي شيء هو وأبنائه، حتى تعرض أحد إطارات السيارة التي يقودها للثقب فحمله فوق كتفه وسار به الطريق لإصلاحه، فكان سببا في أن يصبح عاجزا إذ فقد القدرة على الحركة بعدما أُصيب بالتهاب في النخاع الشوكي بسبب ثقل إطار السيارة، ولم يجد من يتبرع له بثمن العمليات الجراحية فاضطر لأخذ قروض من البنوك لإجراء العمليات التي يحتاج إليها.
اقرأ أيضا مأساة أسرة تسكن بمنزل آيل للسقوط بسوهاج: «بنروح عند الجيران وقت المطر»
دخله أصبح 100 جنيه
ذكر عم أحمد، أن القروض تخصم من المعاش الخاص به كل شهر ولا يتبقى له سوى 100 جنيه فقط شهريا، ولديه 3 أبناء في مراحل دراسية مختلفة، ومتفوقين جدا في دراستهم، ولكنه لم يعد قادرا على توفير أبسط الاحتياجات لهم، أو حتى توفير الطعام لهم، مشددا على أنهم لم يتذوقوا طعم اللحم منذ أكثر من 6 أشهر، ولا حتى الدواجن، ويعتمدون على تناول الخبز مع «المِش» فقط في الثلاث وجبات، والذين يحصلون عليهم من جيرانهم الذين يعطفون عليهم.
وأوضح أنه يحتاج إلى حقنة سيولة يوم بعد يوم ثمنها 55 جنيها ولا يتمكن من شرائها، حتى تطوع الدكتور أحمد عيد مؤسسة مجمع شباب الخير الطبي، وأصبح يرسلها له كل أسبوع، موضحا أن حالته لم تتحسن نظرا لأنه كان يحتاج إلى جلسات علاج طبيعي عقب إجراء العملية، ولكنه لم يخضع لها بسبب عدم امتلاكه المال.
اقرأ أيضا مأساة أسرة.. الأب كفيف والأم أطاحت كورونا برزقها: نفسنا في كُشك
يعيش حياة صعبة ومؤلمة
قال عم أحمد إنه يعيش حياة صعبة لا يتحملها أحد، إذ أن الغسالة الخاصة بهم احترق محركها، ولم يتمكن من إصلاحها وتقوم زوجته بغسيل ملابسهم على يديها، كما أن الفرن الخاص لم يعد صالحا للاستخدام بسبب قِدمه، ويخشون استخدامه فيتسبب في حدوث حريق، فيضطرون إلى تسول الخبز من جيرانهم، حتى الثلاجة احترق المحرك الخاص بها ولا تعمل، ويحصل على المياه الباردة في الصيف من الجيران.
وكشف أنه فشل في الحصول على معاش «تكافل وكرامة» بحجة أن زوجته لديها تأمين على الرغم من أنها ربة منزل وليس لها أي تأمين، مطالبا المسؤولين أن ينظروا إليه بعين الرحمة والرأفة، وتسديد ديونه التي لم يعد قادرا على تسديدها، وتوفير أي معاش أو مصدر دخل له، يمكنه من توفير احتياجات أسرته بدلا من التسول، وحتى لا تتفكك أسرته.