«باب الوداع».. أنشودة سينمائية عن الأحلام المستحيلة
«باب الوداع» هو اسم الفيلم المصرى الوحيد الذى يشارك فى المسابقة الدولية الرسمية مع 15 فيلماً آخر، ضمن الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. الفيلم هو العمل الروائى الطويل الأول لمخرجه الشاب كريم حنفى الذى كتب له السيناريو والحوار، وقد تم تنفيذ الفيلم بدعم إنتاجى من وزارة الثقافة المصرية، وبطولة سلوى خطاب وأحمد مجدى وآمال عبدالهادى وشمس لبيب، وسيناريو زكى عارف، ومونتاج أمير أحمد، وموسيقى تصويرية راجح داود.
سلوى خطاب فى «باب الوداع»
«باب الوداع» تجربة مختلفة، حيث يعتمد بشكل أساسى على التمثيل والأداء الجسدى، وبه جمل حوارية قليلة جداً، وتدور أحداثه حول شاب يعيش مع جدته ووالدته التى تركها والده بعد ولادته مباشرة، ويعيش الشاب وحيداً داخل غرفته، يحلم بالحرية والخروج خارج غرفته، بعيداً عن كنف والدته، التى تحلم هى الأخرى بالحرية.
مخرج الفيلم كريم حنفى شارك فى إنتاج وإخراج عدد من الأفلام القصيرة المستقلة، وعمل كمساعد مخرج لعدد كبير من المخرجين مثل يسرى نصرالله، وداود عبدالسيد، ومجدى أحمد على، وعن تجربة «باب الوداع» يقول: فكرة الفيلم بدأت منذ عام 2007، واستغرق التحضير ما يقرب من 3 سنوات، وتأخر تنفيذه بسبب مشكلات التمويل المعتادة، إلى أن تقدمت بسيناريو الفيلم لمشروع الدعم بوزارة الثقافة وحصل على المنحة، وبالفعل بدأنا فى تنفيذ الفيلم فى عام 2010، وبدأنا التصوير مع اندلاع ثورة يناير، واستكملنا التصوير رغم الظروف الصعبة التى مر بها البلد، حتى انتهينا منه مؤخراً، ولا تزال هناك خطة للمشاركة به فى عدد من المهرجانات الدولية والعربية قبل طرحه تجارياً، وأنا سعيد بمشاركته فى المسابقة الرسمية لمهرجان عريق مثل «القاهرة السينمائى»، وأتمنى أن ينال الاهتمام والإعجاب، وأود أن أؤكد أن الفيلم ليس من الأفلام الصامتة، لكنه يعتمد على أداء الممثلين لتوصيل رسالة معينة».
أما سلوى خطاب فقالت: «الفيلم لا يعتمد على اللغة والكلام، ولكنه يعتمد بشكل كبير على المشاعر الداخلية، وعلاقة الأشخاص ببعضهم البعض، فالسيناريو والحوار يساعدان الفنان والمخرج على توصيل المعنى ومضمون الفيلم، لكن الإيماءات والأداء التمثيلى والحركى تكون أصعب بكثير، وتلك لغة سينمائية خاصة جداً».[FirstQuote]
وعن دورها قالت: «أقدم دور زوجة لديها ابن وحيد ويتركها زوجها ويهجر المنزل، ولكنها تقرر الاستمرار والعيش داخل المنزل هى وابنها ووالدتها، وتغلقه على نفسها وابنها طوال الوقت، وتخاف من كل من حولها، لكنها تتغير مع نهاية الأحداث وتتحرر من قيودها».
وعن ظروف التصوير، قالت «سلوى»: «كانت صعبة جداً، لأننا صورنا أثناء أحداث ثورة يناير، وكان التصوير فى أحد المنازل القديمة فى ميدان التحرير، ويومياً كنا نذهب للتصوير هناك ونحن أكثر رعباً، بسبب الأحداث المتصاعدة فى الشارع».
وعن مشاركة الفيلم فى المسابقة الدولية فى مهرجان القاهرة، أكدت «سلوى» سعادتها بهذه المشاركة، وتمنت أن يحصد الفيلم الإعجاب والجوائز، وأشارت إلى قلقها من تصنيف «باب الوداع» على أنه فيلم يقدم فى المهرجانات فقط، وأضافت: «أهم شىء فى العمل الفنى أن يصل إلى الجمهور، وإن لم يتحقق ذلك يكون بلا فائدة، والأهم أن يكون العمل ذا قيمة وبعيداً عن أعمال الهلس والإسفاف التى لا تحترم عقلية المشاهد».
أما أحمد مجدى فقال إنه سعيد بقيامه بدور البطولة فى فيلم «باب الوداع»، خاصة أن الفيلم لا يعتمد على سيناريو أو حوار، ويعتمد فقط على إظهار قدرات الممثل، وتمنى «أحمد» أن يحصل الفيلم على جائزة تشرف مصر فى مهرجان القاهرة، وعن دوره قال: «أقدم دور شاب حالم نشأ وحيداً فى كنف جدته وأمه فى منزل فقير مهجور، يحلم بالطيران منذ طفولته، وينتظر الرياح لتحمله بعيداً ليسافر بطائرة ورقية صغيرة إلى حبيبته المتخيلة، التى يحلم بها تعيش على القمر المطل على نافذة غرفته، وطوال الوقت يخاف من الخروج إلى العالم الخارجى، واقتحام المجهول خوفاً من الفشل، وفى نفس الوقت يشعر بالذنب تجاه والدته التى تركها أبوه ورحل بلا سبب فور ولادته، فأصبح ابنها هو الرجل الأخير والوحيد فى حياتها، وتخشى أن يخرج للعالم الخارجى وتفتقده مثل والده، والصراع يستمر طوال الأحداث إلى أن يتحرر الابن والأم مع نهايتها».