"كريم" مهندس احترف تدريب الرقص.. "فن ورياضة وهواية"
الرقص فن عالمي يجمع بين الموسيقى والحركة، ورياضة تحافظ على رشاقة الجسم، يتميز بقواعده التي يسعى البعض لتعلمها أملًا في احترافه، وتختلف النظرة للرقص من مجتمع لآخر، ففي أوروبا والدول المتقدمة يعد "مدرب الرقص" وظيفة تتمتع بحقوقها واحترامها ولأعضائها نقابة تجمعهم وتحميهم، لكن في مصر الوضع مختلف، فمدرب الرقص شخص ناقص الرجولة.
"أنا مدرب رقص"، يقول الشاب العشريني كريم شريف معرفًا بمهنته دون خجل، "أؤمن إن الرقص منفذاً للخروج من دائرة الضغوط النفسية ووسيلة لنشر السلام".
الرقص لدى كريم فن يرتقي بالإنسان، "الرقص مش عيب وأنا بحاول أغير المفهوم الخاطىء للكلمة عند غالبية الشعب المصري"، وتلمع عيناه فجأة "أنا نجحت بالفعل في تغيير مفهوم الرقص عند ناس كتير، والدليل إن فيه إقبال كبير على الحجز في آخر ورشة رقص، ولولا ضيق المكان كان العدد هيبقى أكبر".
ويقول كريم "أنا بدرب 13 نوع رقص، وأشهرهم الهيب هوب والتانجو والصالصا، وأنا من أفضل 3 راقصين في مصر ورقم 40 على مستوى الوطن العربي، طبقًا لنتيجة مسابقة لبنان التي اشتركت فيها".
ويحكي المدرب الشاب متأثرا، "أختي ماتت وكانت بتحب تشوف الرقص جدًا فعملت الحاجة اللي كانت بتحبها وبتفرحها وقررت أحترف الرقص، وبدأت من 9 سنين وشفت رقصين كتير واتعلمت منهم، وشفت ثقافات كتير للرقص في العالم كله".
في سبيل تحقيق حلمه، لم يترك كريم مسرحًا أو جامعة إلا ورقص فيها، يضيف "احترفت تدريب الرقص من 3 سنوات"، ويقدم الشاب العشريني دورة تدريبية مدتها 3 أشهر لراغبي تعلم الرقص، "أنا بعلم الرقص لوحدي مش معايا مساعدين، وبطرق سهلة وفي أماكن كتير زي مركز ربع السلام".
ويرفض المدرب استغلال الشباب "ثمن الدورة التدريبية رخيص مش زي الأماكن التانية اللي بتبالغ في الوقت والسعر"، ويؤكد أنه اتجه لاحتراف الرقص حبًا فيه وليس بسبب فشله في الدراسة "أنا طالب مثالي في أكاديمية العبور للهندسة والتكنولوجيا، وعلى مستوى الجمهورية 3 سنين متتالية، وأول دفعتي بتقدير امتياز".
يشارك المدرب الشاب في أنشطة خدمية دائمًا ويعزف أكثر من آلة موسيقية، "أنا بفيد مجتمعي وعمري ما هضره"، ويختتم حديثه موجهًا رسالة للشباب "إحنا محتاجين نخرج شوية بره الصندوق.. ارقصوا، الرقص مش عيب ولا بيخالف عاداتنا وتقاليدنا".