"مين بيحب مصر" تحذر من مخلفات المستشفيات وتطالب بطرق آمنة للتخلص منها
حذر الدكتور عمرو سليم، رئيس لجنة الصحة بحملة "مين بيحب مصر"، للقضاء على العشوائيات وسكان القبور، من استخدام مخلفات المستشفيات في تصنيع لعب الأطفال المغشوشة، والتي تباع في كل مكان على الأرصفة مع الباعة الجائلين بأسعار زهيدة، ووصولها إلى الأطفال، الأمر الذي قد يتسبب في انتقال العدوى، وانتشار أمراض الحساسية، وفي بعض الأحيان إلى الوفاة.
وأشار سليم، إلى أنه رصد إعادة تدوير السرنجات المستخدمة، وفوارغ المحاليل الوريدية، وطرحها مرة أخرى بالأسواق على شكل معلبات بلاستيكية وملاعق، تستخدم لتعبئة المثلجات وبعض المأكولات، أما الشاش والمنتجات القطنية، فتستخدم لعمل الرباط الضاغط والشاش ولعب الأطفال.
وأوضح سليم، أن المخلفات نوعان "خطرة وغير خطرة"، وتتمثل المخلفات الخطرة في الشاش والقطن والسرنجات المستعملة في العمليات الجراحية، وغير الخطرة تتمثل في العلب الفارغة من الدواء، والأدوية منتهية الصلاحية، والأكياس البلاستيكية، وأنابيب الأكسجين الفارغة.
وتابع سليم، التخلص من تلك المخلفات، يتم عن طريق محارق في كل محافظة، بعد فصلها مما ينتج عن حرقها مادة "الديكستين" المسببة للسرطان ومرض السكر، فضلًا عن تدمير الجهاز المناعي لدى الإنسان، كما ثبت أن 90% من مادة "الديكستين" المنتشرة في العالم، ناتجة عن المحارق الخاصة بالمستشفيات، وتسبب هذه المادة "التخلف العقلي والذهني"، عند التعرض لها بمقدار 42 نانو جرام، وهذا الأمر غاية في الخطورة، ومن المفروض ألا يتعرض الإنسان لأكثر من 0.07 بيكو جرام لهذه المادة يوميًا.
وقال سليم، إن نقل تلك المخلفات يتم عن طريق شركات خاصة متعاقدة مع وزارة الصحة والسكان، ولا توجد أي رقابة على هذه الشركات من وصول كافة المخلفات لهذه المحارق.
وأوضح سليم، أن المشكلة تظهر في تسرب تلك المخلفات لأيدي جامعي القمامة، ووصولها إلى مصانع بير السلم، ومصانع إعادة تدوير تصل إلى إعادة تعبئة الدواء، الأمر الذي أدى إلى ظهور أدوية مغشوشة، ومثال على ذلك ليفير البومين "الذى يستخدمه مرضى الكبد"، والذي انتشر في العام الماضي.
والجدير بالذكر، أن 80% من المتعاملين مع هذه المخلفات، من قاطني العشوائيات والفقراء والبسطاء، الذين لا يعرفون خطورة تعاملهم مع هذه المخلفات، ويتعاملون معها كالمخلفات المنزلية، الأمر الذي يتسبب في أمراض خطيرة، أبرزها السرطان وأمراض الكبد الفيروسية.
وأشار سليم، إلى أن معظم المخلفات المسربة، تنتج عن المستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة والعيادات غير المرخصة، لانعدام الرقابة الإدارية عليها، وبعض المستشفيات الحكومية البعيدة عن العاصمة، مضيفًا أن الآونة الأخيرة، شهدت ضبط الكثير من المخلفات الطبية بمخازن كبيرة، تحتوى على العديد من الأطنان من المخلفات الطبية.
وعن طرق التعامل مع هذه المخلفات، قال سليم إن هناك طريقة بدائية، لكنها خطيرة على صحة المواطن المصري، مع تواجد العديد من هذه المحارق بالقرب من المناطق السكنية البسيطة، والتي يسكنها الكثير من سكان العشوائيات، وعلى الدولة متمثلة في وزراتي الصحة والبيئة، العمل على تطبيق طرق جديدة آمنة، تتمثل في تحويل هذه المخلفات إلى مخلفات آمنة عادية، يتم ضغطها ودفنها في الصحراء.
وصرح سليم، أن لجنة الصحة بالحملة، انتهت من مشروع "هيئة مخلفات الرعاية الصحية"، لتكون تابعة لوزارة الصحة، تقوم بجمع المخلفات بنظام التسليم والتسلم الكمي والكيفي، لمنع تسرب هذه المخلفات من قلب المستشفيات، وعلى مسؤولية قسم مكافحة العدوى بالمستشفى، موضحًا أن تمويل هذه الهيئة لن يكلف الدولة إلا قرار بإلزام جميع المنشآت الصحية الخاصة، بالتعاقد مع الهيئة للتخلص من مخلفاتها، مقابل نظير مادي يدفع سنويًا.