لا دكاترة ولا ممرضين: فيه «بطيخ» ويافطة مكتوب عليها «مستشفى»
الاسم وحدة صحية والواقع الفعلى مجرد مبان صماء بلا أطباء ولا ممرضات ولا خدمة صحية ولا علاج، هذا هو حال وحدة طب الأسرة فى المعابدة بأسيوط، التى عانى مرضاها طويلاً من عدم الاستفادة منها، ولكن لا جدوى لشكاواهم التى تذهب أدراج الرياح.
«المستشفى لا فيها دكاترة ولا ممرضين ولا موظفين، حتى الأدوية والأمصال مش موجودة»، قالها المحامى أيمن عطية، أحد أهالى المعابدة، مؤكداً أن المرضى يضطرون إلى الذهاب إلى مستشفى أبنوب المركزى، الذى يبعد عن القرية 30 كيلومتراً، وهو ما يؤدى إلى تعرضهم لمضاعفات قد تصل إلى الموت.
شمس أبوآدم، أحد أهالى المعابدة، عانى طويلاً من الوحدة التى كانت مستشفى وتم تحويلها إلى وحدة صحية لتقديم خدماتها للمواطنين: «إحنا محتاجين صوتنا يوصل، المستشفى قمة فى الإهمال، أنا مرة رحت عشان أسحب عينة لتحليل غدة درقية لابنى ما لقتش حد، ولما رجعت لهم تانى بالرضيع اللى عنده 4 أيام برضه ما لقتش حد».
المأساة نفسها يرويها خالد عبدالصادق، أحد الأهالى قائلاً: «دى مش مستشفى، دى اسمها إهمال، من أول البوابة اللى مش عارفين ندخلها بسبب باعة البطيخ المنتشرين فى الخارج، مروراً بغياب الموظفين، وعدم وجود أدوية وأمصال، حتى الكلاب والماعز التى أصبحت تتخذها مأوى».
يروى «خالد» تجربة سيئة تعرضت لها جارته منار صلاح، التى لدغتها «عقرب» وعندما ذهبت إلى المستشفى لم تجد مصلاً ولا أطباء فى الوحدة وأثناء ذهابها إلى مستشفى أنبوب توفيت فى الطريق.
من جانبها أكدت الدكتورة همت مصطفى، مدير إدارة أبنوب الصحية، المسئولة عن المستشفى، أن المستشفى به أطباء ممارسون، ويوجد صيدلى و6 ممرضين، بالإضافة إلى عدد من الموظفين، كما أن الأمصال، حسب «همت»، تصل إلى المستشفى بانتظام.
وأشارت «همت» إلى أن المشكلة الحقيقية التى تواجهها هى وجود نقص فى عدد الأطباء، فبينما يوجد فيها طبيبان فقط، المفترض أن يكون العدد 8 لسد احتياجات المرضى.
«أمصال العقرب على المستوى المركزى ومستوى الوزارة قليلة إلى حد ما، ومع ذلك بنبذل جهد ما من أجل توفيرها فى المستشفيات، من قبل الثانية عشرة ظهراً»، قالتها «همت»، مؤكدة أن التفتيش والمراقبة على الأمصال يتم باستمرار، وطالبت كل من له شكوى بتقديمها إليها لبحثها ومحاولة حلها.