واحد ليمون (1-2)
![واحد ليمون (1-2)](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/285115_Large_20141118080045_15.jpg)
كمعزوفة موسيقية لـ«بتهوفن»، كغناء العصافير، كشذى مطر الشتاء ونحن خلف زجاج النافذة، نحاول لمس حباته اللؤلؤية، هكذا هو شعورى عند الذهاب لموعدنا، كم أحاول إخفاء لهفتى وشوقى، كى لا تُسحق كرامتى أمامه، لا أذهب لمكاننا مباشرة، بل فى كازينو مقابل، أجلس هائمة أراقب خطواته، ومن نيران شوقى يصبح كوب الليمون ساخناً، أتركه عند حضور حُبى «سامر»، أسرع فى خطواتى دون إظهار لهفتى، فيقابلنى محتضناً يدى، فأصبح كعصفورة داعبها المطر فسعدت بالدفء.
«سامر»: مرحباً صغيرتى لماذا تأخرتِ؟
«نسيم»: مرحباً حبيبى، لم أتأخر، أنت متشوق لى فقط، هل أخبرتَ والدَك بخطبتنا؟
«سامر»: كم أنت رقيقة يا «نسيم»، حين تظهرين لى لهفتك لزواجنا، نعم منيتى، وسوف يأتى لزيارتكم خلال يومين.
هل أطلب لكِ «واحد ليمون» مشروبك المفضل؟
«نسيم»: هههههههههه، لا يا «سامر»، فقط سأذهب الآن كى لا أتأخر.
«سامر»: كيف أننى لم أرتوِ منك بعد!
«نسيم»: نعم لكن أمى لا تقتنع بخروجى وتأخيرى.
(تودعه نسيم فى حب ودعابة، مسرعة إلى بيتها، تدخل الشقة دون إحداث صوت، لكنها تهتز فزعة حين تصرخ الأم منادية).
الأم: أين كنتِ؟ ومع من يا «نسيم»؟
«نسيم»: كنتُ أقابل «سامر»، لقد حدد موعد خطبتنا.
الأم: ياللعار، قابلتيه هكذا أمام الناس، ألا تخجلين من نفسك؟
«نسيم»: لِمَ أخجل وقد صدق وعده وسيأتى ليخطبنى؟
الأم: إذن لا خروج لك بعد اليوم، لقد أتى «عريس» لك، وقد وافقت عليه.
«نسيم»: وافقتِ؟ كيف تتصرفين فى حياتى دون إذنى يا أمى؟ ألن تتخلى عن طبعك القاسى، ألم يردعك الزمن بعد لتسمعى صوت القلوب؟ إلى متى ستظلين تائهة فى تسخير من حولك لتحقيق رغباتك؟ أفيقى يا أمى قبل أن يصفعك الزمن فتندمين.
الأم: هذه غلطتى، لم أعلمك الأدب كما يجب، كيف تجرؤين على مخالفتى؟
(تسرع نسيم إلى حجرتها منكسة الشعر، وتلقى بجسدها على الفراش، وتضيق الحجرة بها، وهى منهارة فى البكاء).