"محمد عبدالكريم" موظف حكومي وبائع جرائد.. و"دكتور مع وقف التنفيذ"
"الشغل مش عيب" شعار يرفعه أصحاب المهن الصغرى لمواجهة قسوة المجتمع في نظرته إليهم، في الوقت نفسه يهبط أصحاب المهن العليا إلى المهن الأقل برسالة مفادها أن "العمل شرف"، محمد عبد الكريم.. نموذج لشاب يجمع بين الفئتين.
بعد أيام وليالٍ من التعليم والسهر نال عبدالكريم درجة الدكتوراه في العلوم، وفجأة وجد نفسه أمام تطبيق عملي لمقولة: "دي بلد شهادات"، حيث ورث عن والده مهنة بيع الصحف وأصبح "الدكتور" محمد أسير لقمة عيشه.
"دكتور مع وقف التنفيذ" يسخر محمد عبدالكريم من واقعه، مؤكدًا أن مكانه الصحيح داخل جامعة أو مركز بحثي وليس أمام "فرش الجرايد"، بحسب كلامه، فموضوع الدكتوراه الذي اجتاز به محمد الدرجة يتحدث عن المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحي، الأمر الذي دفعه للفخر بشهادته وبمهنة والده معًا، وفقًا له.
"بدأت بيع جرايد من 30 سنة وأنا عيل صغير" تصريح يسترجع به الدكتور محمد عبدالكريم ذكريات الطفولة، حين كان يخلع الزي المدرسي ويذهب لمساعدة والده في بيع الجرائد.
"بعد وقفات احتجاجية كتير اتعينت في وزارة القوى العاملة بعيد تمامًا عن تخصصي"، ويتساءل محمد والدهشة تملأ وجهه عن سبب عمله بمهنة غير اختصاصه وعن آليات التعيين في منظومة الحكومة.
ولأن المعاناة صديق حميم لمحمد عبدالكريم، فبعد تعيينه بوظيفة حكومية أقل من مؤهله اضطر الشاب القاهري إلى الاستمرار في العمل ببيع الجرائد لرفع دخله "مرتب الحكومة ضعيف ميكفيش العيش الحاف وبكده هفضل طول عمري بياع جرايد"، هكذا يعبِّر محمد عن شكواه بعد التعيين، ويواصل الدكتور محمد إفراغ ما بجعبته من أسرار "محدش من الدكاترة بتوعي ساعدني ولما بيعدوا عليا ويشوفوني ببيع جرايد بيكتفوا بالصمت"، مضيفًا "لإمتى هيفضل مجهود الشباب يضيع والمستقبل مش باين!".