بالفيديو| لائحة الجماعة: النشاط الحزبى ممنوع.. والقوى السياسية ترد: الإقصاء أولى خطوات أخونة الجامعة
مقترح اللائحة الجامعية وانتخابات الاتحادات الطلابية المقبلة، ملفات شائكة على طاولة العمل الطلابى، داخل أسوار الجامعة، فى ظل سيطرة الإخوان على أكثر من 12 اتحادا بجامعات حكومية، وكذلك اتحاد طلاب مصر، بكامل أعضائه، فى ظاهرة تكاد تنطبق عليها عملية «أخونة الجامعات»، ويدور الخلاف حول مشروع اللائحة الطلابية، بين الاتحادات الجامعية واتحاد طلاب مصر اللذين يسيطر عليهما «الإخوان» من جهة، والقوى الثورية الطلابية بالجامعات من جهة أخرى، على وجود بعض البنود التى تنقل سلطة قمع العمل الطلابى من يد الأمن إلى يد الاتحادات، وكذلك تحصينها ضد المحاسبة.
انتقد وسام عطا، عضو المكتب التنفيذى لطلاب حزب الدستور، مشروع اللائحة المقدم من اتحاد طلاب مصر، الذى وصفه بـ«غير الشرعى»، موضحاً أنه «كيان غير معترف به» لعدم وجوده فى اللائحة، مشيراً إلى أن اللائحة التى صاغها الاتحاد تمت دون عقد ورش عمل لأخذ مقترحات الطلاب حيالها، وأن المكتب التنفيذى لاتحاد طلاب مصر أغلبه إخوان مسلمون، مؤكداً أنها محاولة لهيمنة الإخوان على الحياة الجامعية.
وقال «عطا»: «إن أهم مشكلات لائحة 79 هى سيطرة الإدارة على النشاط الطلابى، لكن اللائحة التى أعدها اتحاد طلاب مصر نقلت هذه السيطرة من الإدارة إلى اتحاد الطلاب»، مؤكداً احتواء اللائحة على مواد تمت المطالبة بها، إلا أنها تنتهى بجمل فضفاضة مثل «حسب الأعراف الجامعية». ولفت إلى أن مثل هذه الجمل يمكن تفسيرها حسب الأهواء، وعلى أساسها يمكن إلغاء أى نشاط طلابى، بعد إمكانية التصويت داخل الاتحاد على أى نشاط بـ«لا» بنسبة 51%.
ويرى عماد عبدالحميد، مسئول طلاب حركة 6 أبريل بجامعات مصر، أن «اللائحة التى أثارت الجدل لا تستحق التصعيد من جانب القوى الثورية التى أعلنت رفضها للائحة بصفة كاملة، مؤكداً أن موقف طلاب 6 أبريل اختلف عن بقية القوى الأخرى المعترضة، فى ضرورة مناقشة البنود التى تأتى فى غير صالح الطلاب وتعديلها أو إزالتها لإنهاء الأزمة، ثم إجراء الانتخابات».
وأوضح «عبدالحميد» أن انتقاد طلاب 6 أبريل للائحة المصوغة من قبل اتحاد طلاب مصر، يتضمن 3 بنود، أولها ما ينص على أن «الاتحاد إذا اجتمع واتخذ قرارا بنسبة تصويت 51% على أن نشاطا ما يخالف الأعراف والتقاليد يمكنه إبلاغ المسئولين لوقف هذا النشاط»، موضحاً أن «6 أبريل» ترى أن النسبة قليلة ويمكن لأى قوى أن تسيطر عليها، ونطالب برفع النسبة إلى الثلثين، أما البند الثانى فهو الخاص بإمكانية انتخاب أمين الاتحاد من 14 عضوا فقط من الجمعية العمومية، مطالباً بأن يشارك فى انتخاب أمين الاتحاد أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الـ70، أما البند الثالث فهو مقترح من الحركة، يطالب بتمثيل اتحاد الطلاب فى المدينة الجامعية، لمراقبة أعمال التسكين والمطاعم.
وتحدث حسام أحمد، مسئول «الاشتراكيين الثوريين» بالجامعات المصرية، عن رؤية طلاب «الاشتراكيين» للائحة الطلابية، التى وصفها بأنها «نخبوية»، ووضعها اتحاد طلاب «غير شرعى»، جاء وفقاً للائحة القديمة (لائحة أمن الدولة)، التى فرضها طلاب الإخوان بالاتفاق مع الحكومة، وعندما اعترضت القوى السياسية المختلفة داخل الجامعة، ومن بينها «الاشتراكيين الثوريين»، ونُظم اعتصام أمام «قبة الجامعة»، كان رد إدارة الجامعة وطلاب الإخوان «اخبطوا راسكم فى الحيط».
من جانبه، أوضح أحمد النشرتى، المتحدث الرسمى باسم «طلاب الإخوان» بجامعة القاهرة، أن هناك مواد فاصلة يجب أن تشتمل عليها اللائحة الطلابية، خاصة البنود الخاصة بحرية ممارسة العمل السياسى داخل الجامعة، رافضاً العمل الحزبى ودخول حركات شبابية تحمل اسم الأحزاب، وقال إن «نقل الصراع الحزبى داخل الجامعة سيضر العملية التعليمية».
وقالت الدكتورة ليلى سويف، عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وهى من أعضاء هيئة التدريس التى حاولت فض النزاع وتقريب وجهات النظر: «الخلاف على اللائحة المقترحة من اتحاد طلاب مصر خلاف لمجرد الخلاف وليس قائماً على بنود ونصوص بعينها تجرى مناقشتها؛ فطلاب بعض القوى السياسية هددوا بالتصعيد، بينما طالبت قوى أخرى بالاستفتاء، وشريحة ثالثة كبيرة لا تهتم، وبين هذا وذاك وتلك، هناك كثير من تفاصيل الحياة الجامعية».
وأكد وسام عطا، عضو المكتب التنفيذى لطلاب حزب الدستور، أن سيطرة الإخوان على الاتحادات الطلابية لم تستمر بعد ظهور القوى الثورية والحزبية التى اعتزمت دخول الانتخابات مثل طلاب حزب الدستور والتيار الشعبى ومصر القوية، مشيراً إلى أن «الإخوان» لم يحصلوا على أى مقاعد فى انتخابات ما بعد الثورة مباشرة فى 2011، وحصلوا على أغلبية مقاعد انتخابات اتحاد 2012 لمقاطعة باقى القوى الثورية لها.
وعن موقف طلاب حزب الدستور من أزمة صياغة اللائحة وتهديد قوى ثورية بالتصعيد اعتراضاً عليها، أكد أن طلاب الحزب نسقوا مع بقية طلاب القوى الأخرى للتظاهر الأربعاء المقبل أمام وزارة التعليم العالى، للضغط على الوزير، لعدم إقرار أى لائحة غير متفق عليها، ثم بدء عمل ورش عمل من الخميس المقبل إلى الثلاثاء لتجميع مقترحات الطلاب حول صياغة اللائحة، بحيث تخضع أيضا لمراقبة الحقوقيين، ثم عرضها على الوزير والاستفتاء عليها.
وعلى صعيد لقاء الدكتور مرسى باتحادات طلاب مصر مطلع الشهر الماضى، وصف مسئول طلاب حزب الدستور اللقاء بـ«المسرحية الهزلية» التى جمعت 52 طالبا من القوى السياسية الأخرى مع مئات من طلاب الإخوان، لتمجيد الرئيس مرسى، مؤكداً عدم حضورهم اللقاء والاكتفاء بإرسال ممثل لهم، موضحاً أن المؤتمر لم يعط فرصة لطلاب القوى السياسية الأخرى للتحدث عن المشكلات وشهد تصفيقاً لكل ما كان يقوله الرئيس.
وقال سامر سيد، مسئول «6 أبريل» بجامعة القاهرة: «طلاب الإخوان المسلمين أصروا على إجراء الانتخابات السابقة فى ظروف غامضة؛ لأن العضو الممثل للطلاب فى (التأسيسية) سيكون من الاتحاد». وأكد أن طلاب الإخوان المسلمين حصلوا على أغلب المقاعد، ولم يكن الإخوان المسلمون هم القوة الوحيدة، بل إن هناك طلابا مستقلين لديهم شعبية يُعمل لها ألف حساب، حسب قوله. وأضاف «سامر»: «الانتخابات المقبلة ستحمل العديد من المفاجآت، فى ظل دخول قوى سياسية جديدة لها ثقلها». وأشار إلى أن المعادلة ستختلف بالطبع بعد ظهور طلاب حزب الدستور ومصر القوية والتيار الشعبى على ساحة السباق الطلابى فى ماراثون انتخابات اتحاد الطلاب، فى انتخابات يُنظر إليها كالانتخابات الحقيقية الأولى فى مناخ ديمقراطى، «لذا أرى أنه بدلاً من مهاجمتهم نكون الطرف الثانى من المعادلة فى سباق انتخابى حقيقى». وقال أحمد النشرتى، المتحدث الرسمى باسم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة: «سيطرة الإخوان على الاتحادات الطلابية بعد الثورة جاءت لكونهم التيار الوحيد الذى وُجد بالجامعة من قبل الثورة، وطور وهيكل نفسه بعد الثورة». وتوقع استمرار سيطرة الإخوان على الاتحادات الجامعية؛ لأن طلاب الجامعة سيجددون الثقة فى طلاب الإخوان، لأدائهم المميز خلال الفترة القصيرة مدة الاتحاد الحالى.
أخبار متعلقة:
الحرم الجامعى..أرض المعركة بين الإخوان والقوى المدنية
أمين اتحاد «سوهاج»: عانينا وجود الأحزاب السياسية بالجامعات فى الستينات.. ونرفضها الآن
أمين اتحاد طلاب مصر: المعترضون على اللائحة لم يقدموا مشروع بند واحد وخلافهم معنا شكلى ونرفض أى شعار يفرق بين الطلاب
«الإسكندرية»: لقاء الرئيس باتحادات الطلاب «شو إعلامى».. والأغلبية الإخوانية أقصت باقى التيارات من صياغة «اللائحة»
«عين شمس»: «انتخابات الطلاب» نموذج مصغر للانتخابات البرلمانية.. وأتوقع تقلص فرص «الإخوان» فيها