واحد ليمون (2-2)
![واحد ليمون (2-2)](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/285448_Large_20141119084032_12.jpg)
وتسللت فى اليوم التالى هاربة إلى مقابلة «سامر»، ولن ترتسم خططها كالعادة؛ فقد سبقته، وفى بكاء شديد وضعت كوب ليمونها جانباً، وقالت بصوت متحشرج تحاول رفع خصلاتها عن عينها.
«نسيم»: ما العمل يا «سامر»، لقد حدد موعد خطبتى بغيرك؟
«سامر»: سأذهب لمقابلة والدك فى المساء. حتماً سيقف بجانبنا.. إنه والدك.
وبعد دموع ودعته على أمل، لكن شدة حزنها جعلتها تسير دون وعى كالريشة تلاطمها الرياح. فلا تدرى أين ستقف. وفجأة برزت عينها، وازدحم الشارع بالعربات. فالتفتت يميناً ويساراً لا تجد منفذاً لتمر فأسرعت وازداد صراخها حين اقتربت عربة منها بصورة بشعة فصدمتها فارتمت على الأرض دون حراك يعلو وجهها دماء. فأسرع «سامر» والمحيطون يصرخون وحملوها إلى المستشفى دون أى حراك وانهار الجميع بالبكاء والتفوا حول حجرتها فى المستشفى ينظرون من خلف الزجاج.
فانعزل «سامر» جانباً واستمر يصلى تغرقه دموعه يدعو لها أن تظل على قيد الحياة. وهنا بعدت الأم عن حجرة «نسيم» يسندها زوجها لتجلس بالانتظار فلمحت «سامر» فغضبت، وكادت تركله بقدمها وتطرده، لكن الأب منعها. وازداد الألم حين علموا أن عين «نسيم» قد تشوهت.
الأم: ارتحتِ الآن يا «نسيم»؟ ماذا جنينا من حبكِ غير التشوه؟ فلن يرضى بزواجك أحد حتى من أصبت من أجله.
«نسيم»: ليس هذا بيت القصيد يا أمى.. دعينى، ألن تخفى قسوتك عنى؟
وزاد من انكسار الأم هروب العريس الجديد لتشوه «نسيم» فعلقت غاضبة: لقد حالت الأمور لروميو وياللمصيبة لو تركها هو الآخر.
فدخل «سامر» مبتسماً ومهللاً فى وجه «نسيم» كالطير الملهوف وأخذ يقبل يدها واعداً إياها أنها ستشفى بجراحة التجميل.
ومرت الأيام وشُفيت «نسيم» وأصبحت أجمل من ذى قبل وأسرعت كالعادة للقائه فجلست تتطاير الفراشات فوق ردائها الوردى يداعب خصلاتها عطر النسيم، تلتف حولهم العصافير المغردة، وفى غمرة ضحكاتهما حضر النادل ناظراً فى عين «نسيم» وهو يبتسم وعلق ضاحكاً: أكيد طبعاً واحد ليمون؟ فتمايلا ضحكاً وردت فى دلال وفرح: حقاً واحد ليمون.