عميد «القومى للسكر»: 50% من المرضى يجهلون إصابتهم
مرض السكر هو وباء العصر، وهو مرض مزمن ومضاعفاته خطيرة، ولكنه فى نفس الوقت مرض يمكن منعه والوقاية منه، بل وحتى إن تمت الإصابة به بالفعل يمكن التحكم به والتعايش معه وكأنه ليس مرضاً. هذا ما أكده الدكتور هشام الحفناوى، أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء، وعميد المعهد القومى للسكر، أثناء توقيعه اتفاقية تدشين برنامج «اعرف أكتر.. تتحكم فى السكر»، الذى تم تدشينه بين المعهد القومى للسكر، وإحدى شركات الأدوية، وبرعاية وزارة الصحة والسكان.
وقال «الحفناوى» فى تصريحاته لـ«الوطن» على هامش المؤتمر الصحفى المصاحب للفعالية، إن التوعية تعد من الأمور المهمة جداً للوقاية من مرض السكر، حيث إن هناك حوالى 50% من المرضى يجهلون إصابتهم بالمرض، موضحاً أن مصر تعد من أكثر البلاد انتشاراً لمرض السكر على مستوى العالم، حيث إنها الآن مصنفة فى المركز التاسع عالمياً من حيث الإصابة، ومن المتوقع أن تقفز إلى المرتبة الثامنة عالمياً من حيث عدد المصابين، ويقدر الآن بنحو 7.5 مليون مريض بالسكر فى مصر.
ويرجع «الحفناوى» ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض فى مصر إلى العادات الغذائية الخاطئة، وانتشار عادة تناول الأطفال والشباب لـ«الشيبسى» والمياه الغازية، والوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية، موضحاً أنها كلها مأكولات ومشروبات تسهم بشدة فى إمكانية الإصابة بالسكر.
ويوضح «الحفناوى» أن أكثر الأعراض شيوعاً هى التبول الشديد والشعور بالعطش الشديد، وأحياناً ما يصاب المريض بالتهابات جلدية.
وعرض عميد معهد السكر عدة حلول للوقاية من الإصابة بالسكر، من بينها ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن تناول الوجبات الجاهزة، فضلاً عن الكشف الدورى من خلال إجراء تحليل سكر صائم وفاطر، حتى يتم الاكتشاف المبكر للمرض، ومن ثم التحكم فى مستوى السكر فى الدم، وبالتالى منع المضاعفات الخطيرة.
ويؤكد «الحفناوى» أن الحالات التى تواجه عوامل خطورة للإصابة بالمرض، تتمثل فى الاستعداد الوراثى أو الإصابة بالضغط أو السمنة المفرطة، مطالباً بإجراء تحاليل السكر كل ثلاثة أشهر، فيما شدد على ضرورة التخلص من الوزن الزائد، لأن السمنة المفرطة تعد من أهم مسببات المرض، والتخلص منها يمثل أهم طرق الوقاية خاصة سمنة البطن، التى تلعب دوراً كبيراً فى رفع احتمالية الإصابة بالمرض، مشيراً إلى أن السمنة تعد مفتاح الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى.
وعن علاج مرض السكر بالخلايا الجذعية، يوضح «الحفناوى» أن هذا الأسلوب العلاجى ما زال تحت مجهر البحث، حيث إنه حتى الآن لا يوجد أساس علمى يثبت أن المرض يمكن علاجه فى الوقت الحالى عبر الخلايا الجذعية.
وحذر «الحفناوى» من مضاعفات مرض السكر إذا تم إهماله وعدم علاجه مبكراً، حيث يصبح المريض عرضة للإصابة بأمراض فى العينين، وأهمها وأكثرها انتشاراً حدوث نزيف فى الشبكية، وحدوث خلل فى وظائف الكلى، أو أحياناً الإصابة بالفشل الكلوى، وحدوث مشكلات فى الشرايين والقلب، والإصابة بالقدم السكرى مما يمكن أن يؤدى إلى بتر جزء من القدم أو فى أحيان أخرى يتم بترها بأكملها، ولهذا يجب محاولة منع مضاعفات المرض قدر الإمكان.