"بأي حال جئت يا عيد".. مصر تحتفل بـ"عيد الطفولة" وسط تشرد مليوني طفل
لم تفّوت مصر ولا فرصة للاحتفاء باليوم العالمي للطفل ولا بأعياد الطفولة، لكن العيد هذه المرة يأتي مصاحبًا لانتهاكات عززت من غفلة الدولة عن رعاية الطفولة، بإضافة وقائع قتل وتعذيب واستغلال للأطفال يوميًا داخل المدارس والشوارع ودور الرعاية المختلفة.
منظمة اليونسكو، أوجدت بعض الانتهاكات في تقريرها الذي يفيد ببلوغ عدد أطفال الشوارع بمصر نحو مليوني حالة، كما أصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة تقريرًا يكشف النقاب عن 8 أطفال تعرضوا للقتل جراء الإهمال داخل المدارس مطلع هذا الشهر فقط، فضلًا عن الموت الذي أصبح يحاصر الأطفال إما بفعل إهمال المدارس أو المستشفيات.
"يوسف" الطفل ابن الـ6 سنوات، واحد من عشرات الأطفال الذي شق طريقه إلى الشارع مبكرًا، ابتسامته البريئة لا تغادر وجهه الملطخ بالأتربة والأوساخ بحكم الجلوس لساعات طويلة في الشارع، يستقر فوق رصيف بميدان المساحة بالدقي، يشحذ الحسنة ويستدر العطف من المارة، لا تبرح لسانه جملة "أنا جعان ما كلتش من إمبارح"، مضيفًا "ببيع مناديل، وساعات بمسح عربيات الزباين، ببات عند جدتي في إمبابة، واللي بيطلع لي فضل وعدل".
"تفعيل الدولة لقانون 126 لسنة 2008 والمادة 80 من الدستور الجديد 2008، يمنح مصر الحق بالاحتفال باليوم العالمي للطفل، دون ذلك تكون أسباب الاحتفاء باهتة"، حسب الدكتور هاني هلال أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل.
ويضيف "العيد ده ناقوس خطر، كل الدول وقت قدومه بتسأل نفسها عملنا إيه لأطفالنا؟ ومصر كدولة في تراجع شديد لملف حقوق الطفل بسبب وقائع طفت على السطح مؤخرًا، لذا لزامًا عليها تفعيل قوانينها وتشريعاتها للحد من القتل والعنف والاستغلال السياسي للأطفال".
غياب الاستقلالية عن المجلس القومي للطفولة والأمومة خلق أسبابًا جديدة لتدهور وضع الطفل المصري، لا سيما بعد الثورة، حسب هلال، مستطردًا "نص قانون الطفل وضع آلية ولجان الحماية العامة والفرعية بمشاركة الجميع جهات حكومية وغير حكومية ".