الانتخابات التونسية: «السبسى» و«المرزوقى».. إعادة
أظهرت مؤشرات شبه نهائية للانتخابات الرئاسية فى تونس، التى جرت أمس الأول، إجراء جولة للإعادة الشهر المقبل بين المتنافسين الرئيسيين فى السباق الانتخابى، الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقى، ورئيس حزب «نداء تونس»، الباجى قائد السبسى، من بين 22 مرشحاً تنافسوا فى أول انتخابات رئاسية منذ إسقاط الرئيس المخلوع زين العابدين بن على فى 2011. وفيما أعلن معسكر «السبسى» تقدمه على «المرزوقى» بشكل كبير، دعا الأخير منافسه إلى مناظرة تليفزيونية قبل المواجهة الحاسمة فى ديسمبر.
وقال مدير حملة «السبسى»، محسن مرزوق، للصحفيين، مساء أمس الأول، إن «السبسى هو بحسب التقديرات الأولية متصدر السباق بفارق كبير عن أقرب منافسيه، الذى لم يحدد اسمه. وأضاف أن «السبسى ليس بعيداً كثيراً عن الـ50% المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الأولى، ولكن من المرجح إجراء دورة ثانية».
من جهتها، أعلنت حملة «المرزوقى» أن الفارق بين مرشحها وزعيم حزب «نداء تونس» ضئيل جداً وسيتنافسان بالتالى فى دورة ثانية. وقال مدير الحملة، عدنان منصر، للصحفيين: «فى أسوأ الأحوال ستكون النتيجة تعادلاً، وفى أفضلها سنتقدم بنسبة تتراوح بين 2 و4% من الأصوات»، وأضاف: «سنذهب إلى دورة ثانية بفرص كبيرة».
ودعا «المرزوقى»، مساء أمس الأول، «كل القوى الديمقراطية» إلى التوحد حوله فى الدورة الثانية بهدف التغلب على منافسه. وقال «المرزوقى»، فى أول تصريح له بعد انتهاء عملية الاقتراع فى مؤتمر صحفى: «أتوجه لكل القوى الديمقراطية بأن تلتف حول مرشحها، وأنا مرشحها الآن، وأطلب الدعم من الشباب والنساء». وتابع: «فى الحملة الانتخابية المقبلة أطلب من الطرف المقابل أن يعطى الأوامر كما فعلت، بألا نشوش على بعض وأن يكون النقاش على برامج وليس على سب وشتم». وقال «المرزوقى»، موجهاً حديثه لـ«السبسى»: «أدعوه لإجراء مناظرة تليفزيونية، وأتمنى ألا يتهرب ويتملص، والمعركة لن تنتهى، وسنخوضها فى الأسابيع المقبلة بشرف وأدعو الطرف الآخر لفعل نفس الشىء».
من جانبه، أعلن المرشح اليسارى حمة همامى، الذى أوضحت النتائج الأولية حصوله على المركز الثالث، أن حزبه «الجبهة الشعبية» سيجتمع «فى أسرع وقت» لبحث تحديد تعليمات انتخابية جديدة للدورة الثانية. وقال القيادى فى حزب «الجبهة الشعبية» زياد لخضر، أمس، إن «الجبهة الشعبية لن تدعم المرزوقى خلال الجولة الثانية».
وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية فى تاريخ تونس التى حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة من 1956 وحتى 1987، والهارب زين العابدين بن على من 1987 وحتى 2011، الذى أطاحت به ثورة 14 يناير 2011.
وفى اتصال لـ«الوطن» قال القيادى بحركة «نداء تونس»، منذر بلحاج على، إن مرشح حزبه حصل على أكثر من 40% من أصوات الناخبين بنسبة تتراوح بين 42% و47% وستتأكد هذه الأرقام بشكل رسمى فى حال إعلان النتائج الرسمية أو حتى الأولية، فى حين يأتى فى المرتبة الثانية المرشح المرزوقى وحصل على نسبة تتراوح من 26% إلى 31%. وأضاف: «الشعب التونسى قال كلمته واختار السبسى الذى تبنى مشروع إعادة بناء الدولة ودولة العدل والقانون، والمواجهة ستكون مع مشروع الفوضى وغياب الدولة».
وبسؤاله عن هوية الأصوات التى حصل عليها «المرزوقى»، خصوصاً أن حزبه لم يحصل فى الانتخابات التشريعية، التى جرت الشهر الماضى، إلا على 4 مقاعد فقط، قال «بلحاج»: «سؤال ليس بحاجة إلى إجابة: أصوات الإخوان وحركة النهضة وحزب التحرير السلفى وغيرها، لعبة مكشوفة لكل التونسيين، النهضة أعلنت رسمياً أنها لن تدعم أياً من المرشحين لكنها واقعياً أعطت صوتها للمرزوقى؟».