مكان تصوير مسلسل الراية البيضا
وكأن المسلسل تنبّأ بالمستقبل، وضغط على جرح غائر عانت منه محافظة الإسكندرية، متمثلًا في هدم وتدمير الفيلات الأثرية، حيث تم تصوير مشاهد «الراية البيضا» في فيلا «عثمان محرم باشا»، شيخ المهندسين المصريين في محافظة الإسكندرية، التي تعرّضت للهدم لاحقًا بعد قيام رجل أعمال بشرائها.
34 عامًا مرّت على مسلسل «الراية البيضا»، الذى حقّق نجاحًا كبيرًا بعد عرضه في رمضان عام 1988، ونال إعجاب المشاهدين، وأصبح إحدى علامات الدراما المصرية، وما زالت أرض فيلا «عثمان محرم باشا» شاهدًا على تنبؤ الفن بالواقع، ويتحاكى أهالى منطقة سيدى بشر، شرق الإسكندرية، عن كواليس تصوير المسلسل داخل الفيلا التراثية، التي تم هدمها في السنوات الماضية، بعد عرض المسلسل بسنوات طويلة، رغم التحذير من ذلك.ي
قال الحاج أحمد غنيم، صاحب أحد المحال القديمة في الشارع المقابل للفيلا قبل هدمها، إنه كان شابًا في الثلاثينات من عمره، وكان موجودًا في محل والده، ويتابع مع أهالى المنطقة كواليس التصوير، ويضيف أنه كان يشاهد الفنان الراحل «جميل راتب» في كثير من الأحيان عند الوصول إلى موقع التصوير، ولكن قديمًا كان التعامل مع الفنان مختلفًا: «أيام الزمن الجميل الفنان كان يدخل التصوير بدون أى أفراد حراسة أو أمن، ولا يحدث تزاحم حوله وفي مكان التصوير»، لافتًا إلى أن أهالى منطقة «سيدى بشر» كانوا يتابعون أحداث المسلسل في شهر رمضان بشغف، حيث كان يحكي عن معاناة يعيشونها في الإسكندرية، وهي هدم الفيلات التراثية.
وأوضح «غنيم» أنه بعد هدم فيلا «عثمان محرم باشا»، تذكر أهالى المنطقة ما تم عرضه في مسلسل «الراية البيضا»، وما حاول صناع الزمن الجميل التحذير منه، كما حاول محبو التراث استدعاء مسلسل «الراية البيضا»، والاعتراض على الهدم، ولكن بلا جدوى.
وكانت تدور أحداث مسلسل «الراية البيضا» عن سيدة من أثرياء تجارة السمك، لعبت دورها الفنانة الراحلة سناء جميل، ترغب في الاستيلاء على قصر أثري يقيم به أحد السفراء في فترة تقاعده، وهو الدكتور مفيد أبوالغار، ولعب دوره القدير جميل راتب، وهو من تأليف الكاتب أسامة أنور عكاشة، وإخراج محمد فاضل، وشارك في بطولته الفنان هشام سليم والفنانة سمية الألفي.
تعليقات الفيسبوك