سياسيون: التخلى عن «الكروت المحروقة» من أجل «المصالح» طبيعة أمريكا
اعتبر عدد من السياسيين ما أعلنه الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، فى حواره أمس مع «الوطن»، حول اعترافه بأنه كان متعاوناً مع أمريكا طوال فترة حكمه، وما قاله حول الإدارة الأمريكية من قيامها بترك أتباعها من أجل مصالحها، أنه كلام معروف ومكرر، وأنه سبق أن قاله الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى كان أحد أهم حلفاء أمريكا فى المنطقة وتخلت عنه ضمن تغييرات ثورات الربيع العربى، وأن أمريكا سياستها معروفة بالتخلى عن عملائها حينما يصبحون عقبة فى طريق تحقيق مصالحها.
وقال الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن ما قاله صالح فى حوار «الوطن» معروف سلفاً وليس سراً، وإن العلاقات الدولية بين الدول تعرف بالمصالح وحالات القطيعة تعرف بالصراع، ولكن لا نعلم ما المقصود بالمصالح بين اليمن وأمريكا وأوجه التعاون بين صالح وواشنطن أثناء فترة توليه السلطة.
فيما قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، إن على عبدالله صالح يريد أن يصور نفسه ضحية لمؤامرات خارجية ولا يعلم أن ما أطاح به ارتكابه العديد من الأخطاء والفساد والاستبداد فى الحكم، واعترافه بأنه كان متعاوناً مع أمريكا ويقدم لهم تسهيلات مقابل المساعدات التى تقدم له ولنظامه، وأن ما اعترف به صالح من تخلى أمريكا عنه وعن أصدقائها فى المنطقة من أجل مصلحتها، حدث تماماً مع الواقع المصرى فى 25 يناير بتخليها عن مبارك. وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إن تصريحات الرئيس اليمنى، محاولة لتشويه التاريخ خلال السنوات الماضية، والدليل أنه قال لـ«الوطن» إنه كان متعاوناً مع أمريكا ولكنها تترك أتباعها من أجل مصالحها، كذلك حديثه حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإنها مرتبطة بظروف خارجية، كان هدفه تفكيك شعبه، وإحداث خلل فى الجيش، وكذلك حديثه عما سماه الربيع الصهيونى وأنه كان نوعاً من الفوضى وتدمير للاقتصاد.
وقال الدكتور حازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية إن مصالح أمريكا فى اليمن ومصر مرتبطة بالرجل القوى القادر على التعاون معهم، مضيفاً لـ«الوطن»: «تعاونوا مع صالح وعندما فقد السيطرة على الأمور تحول لمشكلة وعائق بالنسبة لهم، فهم لم يتآمروا ضد شخص، لكنهم يساندون من يخدم مصالحهم، وهذا الأمر حدث مع مبارك فى البداية، عندما صرحت أمريكا بأنها غير مؤيدة للثورة، لكن عندما اكتشفوا فقدان السيطرة تخلوا عنه، فهو ينحازون للجديد الذى يملك القوة وهو ما وجدوه فى التيار الإسلامى، فهم لن يضحوا بمصالحهم، لكن سيضحون بمن ينفذها إذا فقد القدرة على ذلك. وتابع لـ«الوطن»: «صالح» تصور أن الخدمات الجليلة التى قدمها للأمريكيين ستشفع له عند حدوث الأزمات، لكن أدرك أن الأمور تسير عكس ذلك.