أمام ضجيج الحياة الذي لا ينقطع، وقفت فاطمة «أم عبده»، التي لم تتجاوز الـ33 عامًا، لتجد فوق كتفها حملا ثقيلا لـ4 أطفال منهم ابنه مريضة قلب، وزوج فقد مصدر رزقه «الميكروباص» ليعمل على «توك توك»، لا يكفي لسد قوت يومهم، لتجد شقاء مريرا يسيطر على عمرها.
تغيير حياة «أم عبده»
في عام 2017، دُمرت أحلام «أم عبده» البسيطة، حينما فقد زوجها الميكروباص كان يعمل عليه ويجني منه قوت يومه، ومنذ ذلك بدأت رحلة عمل السيدة الثلاثينية، إذ قالت لـ«الوطن»: «بدأت تجارتي في بيع رقاق ناشف.. كنت بعمله في البيت وأبيعه للجيران»، لكن الأمر لم يدم طويلا، فسرعان ما فشل المشروع الصغير، وبعد فترة من الوقت اضطرت للنزول إلى الشارع لبيع الخضار فيه لإعانتها على المعيشة.
معاناة «فاطمة» لم تتوقف عند هذا الحد، فلديها ابنة مريضة قلب، عمرها 3 سنوات ونصف، تتابع معها في معهد القلب بإمبابة، إذ تحتاج الطفلة إلى عملية قلب مفتوح، وهذا الحلم الكبير الذي يراود الأم دائمًا، وتتمنى لو تمكنت من تحقيقه أو الحصول على المساعدة لأجله، لتتحدث عنه باكية: «الحياة خبطت فيا كتير رغم إن سني مش كبير.. لكن أنا راضية الحمدلله».
«أم عبده» تحلم بإنقاذ ابنتها بعملية قلب مفتوح
يبدأ يوم «أم عبده» مبكرًا، إذ تستيقظ في تمام الساعة السادسة صباحًا للتوجه إلى السوق لشراء الخضار، بعدها تقوم بعرضه على «فرشتها» المتواضعة في الشارع، لذا بات يشتري منها الزبائن في حدائق حلوان، لتعود إلى بيتها بعد العشاء، بجسد منهك، وروح لا تتوقف عن الأحلام، مرددة الجملة الأقرب لقلبها: «الحمدلله على أي حال».
تعليقات الفيسبوك