محمد فودة: لا أخدم أهلى من أجل البرلمان.. وحب الناس أهم
حصلت على موافقات بتطوير مستشفيات شبرا ملس وسنباط وسرسيس والوحدة الصحية بـ«دهتورة».. وتجهيز مستشفى دمنهور بالكامل
قال الإعلامى محمد فودة إنه لا ينظر إلى مكاسب ما بعد الانتخابات، مؤكداً أنه اعتاد تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية لأهل دائرته فى مدينة زفتى، بمحافظة الغربية، والقرى المجاورة لها قبل الإعلان عن فتح باب الترشح للبرلمان.
وأضاف «فودة»، فى حواره مع «الوطن»: «ينبغى على من يحمل لقب برلمانى أن يخدم أهل دائرته قبل أن يجلس تحت القبة، فالناس لم تعد تصدق ما تسمعه من وعود فى الغالب لا يتحقق معظمها وليس لها وجود على أرض الواقع».
وأكد أنه تعرّض للكثير من المضايقات من أجل تعطيل مشروعاته، لكنه لم يرضخ للضغوط، وأصر على استكمالها لأنه يعتبرها ملكاً لأهل بلده، ولا ينبغى التفريط فيها بحال من الأحوال.. وإلى نص الحوار.
■ بدأت مبكراً فى تقديم الخدمات لأهل دائرتك.. ألم يكن من الأفضل لك الانتظار كما يفعل الكثيرون إلى ما بعد إجراء الانتخابات؟
- هذه نظرة ضيقة يتبناها من يخوضون الانتخابات البرلمانية سعياً وراء الشهرة والوجاهة، فقد كان هؤلاء ينتظرون مكاسب ما بعد الانتخابات لتقديم ما يجودون به لأهل دائرتهم، أنا لست من هؤلاء الأشخاص، لهذا السبب أنفذ العديد من المشروعات الخدمية لأهل بلدى فى زفتى والقرى المجاورة لها، قبل أن يتم الإعلان أصلاً عن فتح باب الترشح.
■ ولكنك بدأت مبكراً جداً دخول العمل الخدمى؟
- بدأت الإعلان عن رغبتى فى خوض الانتخابات البرلمانية وقت أن كان «الإخوان» يحكمون البلد، ولن أخفى عليك أننى تعرضت للكثير من المضايقات التى وصلت فى بعض الأحيان إلى تعطيل مشروعاتى، فى محاولة لسرقة نشاطى ليصبح جزءاً من أنشطتهم الانتخابية، وعلى الرغم من هذا الكم الهائل من المضايقات فإننى لم أرضخ لتلك الضغوط، وظللت على إصرارى بأن هذه المشروعات هى فى الأول والآخر ملك لأهل بلدى، ولا بد أن أستمر حتى النهاية، وأن أرى مشروعاتى التى تبنيتها، وقد أصبحت حقيقة على أرض الواقع، وبفضل الله باءت جميع محاولاتهم بالفشل، وأصبحت المشروعات التى حاولوا عرقلتها حقيقة يراها الجميع رأى العين.
■ وما أبرز تلك المشروعات؟
- مشروع تطوير وتحديث مستشفى زفتى العام، الذى كان بمثابة الحلم لأهل بلدى، فهذا المستشفى كان قد توقف العمل به لمدة تصل إلى حوالى 13 عاماً، وتحول من مكان لتقديم الخدمات الصحية إلى ما يشبه المستنقع، حيث صار مرتعاً للبلطجية ومدمنى المخدرات، فأطلقت عليه مستنقع زفتى العام، لأنه كان يشبه «الخرابة».
■ ومنذ متى بدأت مشوارك مع مشروع مستشفى زفتى العام؟
- منذ حوالى عام ونصف العام، وكان الدكتور فؤاد النواوى وزيراً الصحة آنذاك، وعرضت المشكلة عليه فتحمس للمشروع، ووافق على تنفيذه على الفور، وأعطى توجيهاته بسرعة التنفيذ وتم بالفعل التعاقد مع الشركة المنفذة بميزانية وصلت إلى 100 مليون جنيه من أجل أن يخرج المستشفى على أفضل صورة.[FirstQuote]
■ وهل يستحق مستشفى زفتى العام كل هذه الحروب التى خضتها على مدى عامين ونصف العام؟
- يجب أن تعلم أن هذا المستشفى يطل على أجمل بقعة على النيل فى محافظة الغربية، كما أنه يخدم 65 قرية مجاورة، وأهل زفتى كانوا يعانون كثيراً من مشكلة السفر والانتقال إلى أماكن مجاورة لتلقى العلاج بعد توقف المستشفى عن العمل، ولن أخفى عليك أن هذه «البهدلة» التى ظلوا يتعرضون لها لعدة سنوات كانت هى السبب الرئيسى فى قيامى بتبنى هذا المشروع، فما أقسى أن ترى بعينيك مريضاً يعانى ويضطر أيضاً إلى تحمل معاناة الانتقال إلى أى بلد مجاور بحثاً عن العلاج فى أى مستشفى قريب.
■ ومن الذى ساندك فى إنجاز العمل؟.
- الفضل يعود إلى أصحاب الفضل، فلم يكن الدكتور فؤاد النواوى هو الشخص الوحيد الذى ساند المشروع، وهناك أشخاص آخرون لهم أيادٍ بيضاء أيضاً ولهم بصماتهم الواضحة فيه، فمحافظ الغربية السابق لم يتردد ولو للحظة فى تقديم كافة التسهيلات المطلوبة التى كانت تحتاجها الشركة المنفذة، وظل الحال كما هو إلى أن تولى الدكتور محمد نعيم، محافظ الغربية الحالى، المسئولية، فأحدث نقلة نوعية فى مراحل تنفيذ المشروع فاستحق أن أطلق عليه لقب «البلدوزر» الذى حينما يتحرك فإنه لا يترك أمامه أى شىء، خاصة حينما يتعامل بكل حزم مع المقصرين فى العمل العام.
■ وكيف كان يتعامل اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، مع مشروع بدأ فى عهد محافظ سابق؟
- أطلقت عليه اسم «البلدوزر» لأنه بالفعل شخص جدير بالاحترام وله مواقف شجاعة وتحسب له، فقد استكمل المسيرة فى هذا المشروع لأنه رأى وتأكد أن المشروع من شأنه أن يحدث نقلة نوعية فى المنظومة الصحية ليس فى زفتى وحسب، بل فى محافظة الغربية بالكامل، فمن يرى المستشفى بعد أن تم الانتهاء من تجهيزه لن يصدق أنه يقام فى مكان بعيد عن العاصمة، وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما تكليل لجهود مضنية قام بها اللواء محمد نعيم من خلال جولاته الميدانية المتكررة للوقوف على عمليات التنفيذ لحظة بلحظة، حتى أوشك على الافتتاح نهاية الشهر الحالى.
■ وكيف تعامل الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، مع المشروع بعد أن قارب على الانتهاء؟
- الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، مهموم دائماً بمشاكل ومعاناة المواطنين المحرومين من أبسط حقوقهم المتعلقة بتقديم خدمة صحية تحترم آدميتهم، فما إن عرضت عليه الموضوع حتى وافق على الفور على تذليل كافة المعوقات التى كادت تعرقل المراحل النهائية للمشروع والمتعلقة بالتجهيزات الطبية وكافة المستلزمات التى تتطلبها عملية التشغيل، والحمد لله فقد أصبح المستشفى على أعلى مستوى من حيث النظافة والتجهيزات، وأصبح بحق بمثابة صرح طبى على أعلى مستوى من الروعة والجمال، ولن أكون مبالغاً إن قلت إن مستشفى زفتى العام، وهو مستشفى حكومى، أصبح ينافس أكبر المستشفيات الخاصة فى العاصمة.
■ وهل كنت تتوقع أن تكون النتائج على هذا النحو؟
- أولاً أود الإشارة إلى مسألة فى غاية الأهمية، وهى أننى لم أكن أتخيل أن تكون النتائج على هذا المستوى الرائع لأننى كنت أشبه بمن ينحت فى الصخر، حيث قوبل المشروع بالكثير من الشائعات التى أطلقها آنذاك أعداء النجاح، معتقدين أننى أقوم بعمل «شو إعلامى» من أجل الفوز بأصوات الناخبين، على الرغم من أننى لم أكن قد أعلنت عن نيتى الترشح بعد.
■ بمناسبة الإعلام كيف استطعت أن تستثمر علاقاتك بوسائل الإعلام فى إلقاء الضوء على المشروع؟
- هناك الكثير من الإعلاميين ساندونى فى هذا المشروع، وفى مقدمتهم خالد صلاح، رئيس تحرير «اليوم السابع»، والإعلامية ريهام سعيد، التى خصصت أكثر من حلقة فى برنامجها «صبايا الخير» حول المستشفى منذ البداية، وحتى أصبح واقعاً ملموساً وحقيقة تكشف زيف المشككين وتؤكد صدق نواياى، وأن المشروع لم يكن فى يوم من الأيام مجرد «شو».
■ البعض يرى أن مشروع تطوير مستشفى زفتى كفيل بأن يجعلك تحصد أصوات الناخبين فى زفتى؟
- يشهد الله أننى لم أكن فى يوم من الأيام أنتظر شيئاً من وراء قيامى بالسعى الدءوب من أجل تنفيذ مشروع تطوير المستشفى، ولم يكن فى خاطرى آنذاك إلا شىء واحد، هو كيف أكون سبباً فى رسم البسمة على وجوه أهل بلدى الطيبين الذين أشعر بالراحة النفسية وبالطمأنينة كلما التقيت بهم، لقد سبق وقلت مراراً وتكراراً إنه لم يكن فى خاطرى وأنا أسعى هنا وهناك من أجل اعتماد المبالغ المالية اللازمة للمشروع إلا أن أكون سبباً فى تخفيف آلام المرضى الذين يتكبدون الكثير والكثير من النفقات فى السفر إلى البلدان المجاورة من أجل العلاج، وإن حصلت على أصوات الناخبين فإن ذلك سيكون إن شاء الله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، لأننى فى كل خطوة أخطوها لا أطلب سوى توفيق الله، وأرى أن حب الناس أفضل بكثير من كرسى البرلمان. وأكرر لك أن قصة تطوير مستشفى زفتى العام فى حقيقة الأمر قصة نجاح تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر ستظل بخير ما دام بها مسئولون يتمتعون بهذا القدر الكبير من الوعى بمعاناة الناس، وما دام بها إعلام يعى جيداً دوره فى تنمية وتطوير المجتمع، وما دام بها أشخاص محبون للخير ويسعون دائماً من أجل قضاء حوائج الناس.[SecondQuote]
■ وهل هناك مستشفيات أخرى ساهمت فى تطويرها بمدينة زفتى أو القرى المحيطة بها؟
- مشكلة الصحة من المشكلات المزمنة فى المجتمع بصفة عامة، وفى القرى والنجوع على وجه الخصوص، لذا فقد كرست معظم وقتى لهذا الموضوع واستطعت الحصول على موافقات بتطوير عدة مستشفيات منها مستشفى شبرا ملس ومستشفى سنباط العام ومستشفى سرسيس، إلى جانب تطوير الوحدة الصحية بقرية دهتورة، كما وافق وزير الصحة على سرعة تجهيز مستشفى دمنهور الذى تم الانتهاء من إنشائه بالكامل وهو حالياً فى مرحلة التجهيز استعداداً للافتتاح.
■ بعيداً عن الخدمات الصحية، ماذا عن مشروعك الخاص بالغاز الطبيعى؟
- مشكلة عدم وصول الغاز الطبيعى إلى مدينة زفتى لا تخص المدينة فقط، بل مشكلة فى الكثير من المدن على مستوى الجمهورية، لكن الذى جعلنى أحاول إيجاد حل لهذه المشكلة أن لدينا فى زفتى والمناطق المجاورة لها أكثر من 115 مصنعاً للطوب الطفلى، وجميعها تعمل بالمازوت، وبالطبع كلنا نعلم مدى خطورة المازوت على الصحة العامة نظراً لما يسببه من أمراض مزمنة مثل الربو سواء بالنسبة للعاملين فى هذه المصانع، أو سكان المناطق المجاورة، فتقدمت بطلب إلى المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، الذى قرر على الفور حل هذه المشكلة بالتوجيه بإنشاء محطة غاز طبيعى لتوصيل الغاز إلى زفتى والمناطق المجاورة لها بحيث تخدم 40 ألف منزل، وبعد ذلك سيتم فى المرحلة التالية إحلال هذه المصانع لتعمل بالغاز الطبيعى بدلاً من المازوت، ولم يكتف المهندس شريف إسماعيل بمجرد الموافقة فقط، بل زار بنفسه مدينة زفتى ووضع حجر الأساس لإنشاء محطة توزيع الغاز، التى تم البدء فى إنشائها بالفعل، وسيتم إن شاء الله الانتهاء منها مطلع يناير المقبل.[ThirdQuote]
■ حصلت من قبل على موافقة وزير الأوقاف بدعم المساجد فى زفتى، فما الخطوات التى أنجزت فى هذا السياق؟
- أولاً أحب أن أوجه التحية للدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، على ما يقوم به من أجل تنقية وتنظيف بيوت الله من دعاة الفتنة وأئمة العنف الذين كانت تكتظ بهم المساجد فى غفلة من الدولة، وأعتقد أن ما اتخذه من قرارات خلال الفترة الماضية سوف نجنى ثماره فى القريب العاجل إن شاء الله، وستعود دور العبادة إلى سابق عهدها كأماكن لإقامة الشعائر الدينية والتزود بتعاليم الإسلام السمحة، أما فيما يخص دعم فضيلته لمساجد زفتى فقد تم بالفعل تنفيذ هذا المشروع، وأحب أن أطمئن الجميع بأن مساجد زفتى ستشهد فى القريب العاجل نقلة كبيرة عن طريق تزويدها بالخدمات التى كانت فى حاجة إليها مع تذليل مشكلات الدعاة ليتمكنوا من أداء رسالتهم على أكمل وجه.
■ وهل لديك أخبار سارة لأهل زفتى تحملها لهم من وزير الأوقاف؟
- نعم هناك خبر أعلنه لأول مرة، وهو أن الدكتور مختار جمعة وافق على إنشاء 1500 وحدة سكنية لمتوسطى الدخل من أبناء زفتى على أرض هيئة الأوقاف، وسيضع فضيلته حجر أساس هذا المشروع خلال الأيام القليلة المقبلة.
■ قيل إنك حصلت على موافقة الدكتور حسام مغازى، وزير الرى، على تطوير قناطر زفتى؟
- قناطر زفتى من أقدم القناطر الموجودة فى مصر، حيث تم بناؤها فى 1902، وأعيد تجديدها فى 1954، وتتكون من 50 فتحة، وتعتبر من الآثار المعمارية الفريدة على مستوى مصر، وبعد أن أصبحت قديمة ومتهالكة طرحت فكرة تجديدها على الدكتور حسام مغازى، الذى وافق على إدراجها ضمن خطة تطوير القناطر على مستوى مصر، وسيتضمن مشروع التطوير والتحديث إنشاء متحف يجسد تاريخ الرى فى مصر عبر العصور.
■ بعد كل هذه الإنجازات والمشروعات التى تبنيتها ونفذتها، هل ما زلت عند رأيك بأنك لم تكن تنتظر الحصول على أصوات الناخبين؟
- أتعامل مع هذا الأمر باعتباره واجباً، ولا يمكن التردد فى المشاركة فيه، حيث عاهدت الله من قبل على أن أكرس كل ما أمتلك من إمكانات مادية ومعنوية من أجل إسعاد أهل بلدى الطيبين الذين حينما أرى السعادة تعلو وجوههم أشعر بالرضا، وأتأكد أن الله سبحانه وتعالى قد اختصنى بنعمة قضاء حوائج الناس، وهذه فى نظرى نعمة تفوق كل كنوز الدنيا، فللرحمن تعالى رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس، وهؤلاء الرجال لن يمنحهم الله تلك المقدرة إلا حينما يرضى عنهم ويهيئ لهم السبل التى تعينهم على تحقيق ذلك، وبصراحة شديدة أنا لن أتهاون ولو للحظة واحدة فى اقتحام أى منطقة شائكة من أجل الحصول على خدمات أقدمها لأهل بلدى الذين ينتظرون منى الكثير، وهذا حقهم، لأننى عاهدت الله أن أكون أميناً عليهم وعلى احتياجاتهم ما حييت.