فقر الدم يصيب بنوك وزارة الصحة والمستشفيات بالقليوبية
تشهد بنوك ومستشفيات وزارة الصحة بمحافظة القليوبية حالة من "فقر الدم" الشديد؛ حيث تؤكد المؤشرات وجود تدهور شديد في المخزون الاستراتيجي للدم، ما يتسبب في معاناة كبيرة للمرضى وذويهم الذين يجدون في البنوك بجميع المحافظات كيس دم لمريض، وفي حال توافره يحصلون عليه بأسعار باهظة، ناهيك عن المعاناة للحصول على كيس فصيلة نادرة التي لا توجد إلا بالقاهرة.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لتوفير كيس دم داخل بنوك الدم بالمستفشيات العامة لمصابي الحوادث والعمليات الجراحية التي تحتاج لنقل الدم، إلا أن الواقع يكشف أن مصر تحتاج إلى توفير مليوني و700 ألف كيس دم المتوافر منها حاليا لايتعدى بالكاد مليون و200 ألف أقل بنسبة من 50%، ما يعرض المرضى لخطر شديد خاصة مرضى الدم؛ حيث إن حياتهم مرهونة بنقل الدم مرتين في الشهر.
أكد الدكتور زكريا عبد ربه أن المشكلة فعلا خطيرة جدا وفي غاية الأهمية وتحتاج إلى تحرك سريع من قبل الدولة بسبب إحجام المواطنين عن التبرع ولعدم وجود الوعي في عملية التبرع بالدم وأهميتها، وإن الدماء التي يتم التبرع بها تعادل أقل من 50% فقط من الاحتياج الفعلي ويتم تغطية الباقي من بنك الدم الرئيسي بالقاهرة ويكون هذا على حساب أماكن أخرى.
وطالب وكيل الوزارة المواطنين بضرورة التبرع بالدم حيث يوجد بنك دم رئيسي ببنها و4 بنوك فرعية في طوخ والخانكة؛ حيث تقوم هذه البنوك بعملية التربع بالدم وتوزيعه، إضافة إلى 10 بنوك فرعية بالمستشفيات المركزية لا تقوم بقبول التبرع ولكن تقوم بنقله للمحتاجين، مشيرا إلى أنه بالنسبة لمشكلة الفصائل النادرة وهي بصفة عامة جميع الفصائل السالبة ليس لها حل إلا إقبال المواطنين على التبرع وعدم الخوف.
وأوضح عبد ربه أنه يتم فحص المتبرع والتأكد من خلوه من الأمراض الوبائية الخطيرة مثل أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطان، مشيرا أن التبرع لا يؤثر على صحة المواطن ولكن بالعكس ينشط نخاع العظام بإنتاج كرات دم جديدة.
وأكد وكيل الوزارة أنه يجري حاليا إنشاء بنك دم جديد مركزي بقرية أسنيت بمدينة كفر شكر علي مساحة 1000 متر وسيتم تجهيزه بأحدث الأجهزة الموجودة؛ حيث سيتم نقل بنك الدم الرئيسي ببنها إلى البنك الجديد.
من جانبه، أشار الدكتور مصطفي رزق رئيس قسم الجراحة بمستشفى بنها الجامعي، إلى أن مشكلة الدم مشكلة مزمنة ليست في مصر وحدها بل في العالم كله وخصوصا الدول النامية؛ حيث يقل الوعي بأهمية التبرع لدى المواطنين؛ حيث لا يعلم المتبرع أن مكونات الدم يتم تعويضها بواسطة الجسم في خلال أسابيع معدودة، وفيما يخص محافظة القليوبية يوجد بالفعل نقص حاد في الدم وخاصة الفصائل السالبة التي يحتاج إليها المرضى والمصابون وخاصة الحالات الطارئة والحوادث حيث تعتبر الدقائق الأولى بعد الإصابة هي فاصلة في إنقاذ المصابين والمحافظة على حياتهم.
وطالب رزق بأن تزيد حملات التوعية بين المواطنين وخصوصا في المدارس الثانوية والجامعات والمجندين؛ حيث من الأفضل أن يكون هذا التبرع تلقائيا ويمكن تبرع الإنسان السليم مرتين في العام على الأقل بدون أن يترك أي أثر على صحة المتبرع، مشيرا إلى ضرورة مكافأة المتبرع بمزايا معنوية وأدبية وليست نقدية أو عصائر بحيث يكون له الأولوية في الخدمات التي تقدمها الدولة وخصوصا الصحية والاستفادة بالدرجات الفندقية في المستشفيات.
وأضاف الدكتور محمد عبد الهادي أستاذ النساء والتوليد بكلية طب بنها، أنه فيما يخص المرضى الذين تلزم لهم عمليات غير طارئة بالمستشفيات العامة يجب على ذويهم التبرع بكميات مناسبة من الدم قبل أجراء الجراحة وقبل دخولهم المستشفى، إضافة إلى مناشدة أهالي المصابين في الحوادث بالتبرع بكميات مناسبة.
وأكد المرضى وذويهم أنهم يلاقون العذاب للحصول على كيس دم، يؤكد جابر محمد مريض بمستشفى الجامعة ببنها، أنه على الرغم من المعانة التي لاقها عند دخوله المستشفى لإجراء جراحة وعدم تواجد أي شيء حتى التحاليل والأشعة، والتي أجراها خارج المستشفى، إلا أن الأصعب من ذلك كله كانت رحلة البحث عن كيس الدم الذي تم شراؤه من الخارج، مشيرا إلى أن حالته المادية بسيطة، ما اضطره إلى الاستدانة من جيرانه لإجراء الجراحة، وأضاف أنه من المفترض أن يوفر المستشفى كل شيء وللأسف وجدت رصيد بنك الدم "صفرا".