«بائعة العيش» و11 ابناً وحفيداً يعيشون فى غرفة واحدة من «رزق الفرشة»
«جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح»، مثل شعبى تردده السيدة الستينية لمعظم زبائنها، الذين يترددون عليها لشراء «العيش»، ثم تسرد فى دقائق قصة أبنائها الأربعة «المطلقين»، وقبل أن ينصرف الزبون تودعه بمثل شعبى يقول: «جوزتها تتاخر راحت وجابته راخر». 25 عاماً، وهى على هذه الحال. تقف «سهام» على الرصيف، وسط أقفاص «العيش»، فذلك مصدر رزقها الوحيد للإنفاق على أبنائها الأربعة بعد وفاة زوجها، واعتقدت أنه بزواج الأربعة سترتاح من مشاغلهم، فإذا بالأربعة يخيبون ظنها، وتقول: «الأربعة اتطلقوا، 3 بنات وولد، وكل واحد رجع يعيش معايا بعياله، وبدل ما كنت باصرف على 4 بقوا 11، أعمل إيه فى بختى المايل؟». لا تعرف «بائعة العيش» كيف تنفق على 11 من الأبناء والأحفاد ومصاريف دراستهم من فرشة العيش، وتقول: «الحمل زاد علىّ أوى، لحد دلوقتى بسدد فى ديون جوازهم اللى وصلت 15 ألف جنيه، الأربعة رجعولى بـ7 عيال، عندى حنان وابتسام وعفاف وكل واحدة فيهم جوازتها كانت أصعب، واحدة جوزها كان بيضربها وجوز التانية خلص فلوسه على البرشام، والتالت ولا كأنه عنده عيال ولا متجوز ومبيصرفش عليهم، ده غير ابنى الخايب اللى مراته ضحكت عليه واتجوزته عشان طمعانة فى الأوضة اللى حيلتنا، عشان هو الوحيد اللى جوزته معايا».
تحلم «سهام» بكشك صغير تبيع فيه «العيش»، وإلى جواره بعض المنتجات مثل البسكويت والمشروبات، لتزيد دخلها وتتمكن من الإنفاق على الأسرة، وتقول: «نفسى فى كشك ولو حتى صغير أحط فيه العيش وأبيع جنبه بسكوت ولا أى حاجة تانية، مفيش معايا فلوس ناكل بيها عشان أفرش فرشة تانية، واليوم كله بيطلعلى فيه 20 جنيه، ده لو فيه البركة».