"الجارديان" تشكك فى أعداد الملحدين فى مصر
شككت صحيفة الجارديان، في دقة عدد الملحدين في مصر، الذي حدده مركز بحثي مصري على أنه 866 ملحدًا، أي ما يقرب من نسبة 0.00001% من السكان، واستندت إليه دار الإفتاء المصرية في بيان لها مؤخرًا حذرت فيه من أن هذا العدد يدق ناقوس الخطر.
وقالت الصحيفة، الرغم من أنه لا يستطيع أحد في مصر تحديد عدد سكان مصر بدقة، ناهيك عن نسبة المسلمين والمسيحيين فيها، إلا أن دار الإفتاء المصرية نقلت عن مركز بحثي أن "عدد الملحدين في مصر وصل إلى 866 شخصًا.
وتابعت أن هذا الرقم المريب يعني أن مصر تأوي أكبر عدد من الملحدين في العالم العربي، تليها المغرب بعدد 325 ملحد فقط.
وأشارت الصحيفة، إلى أن نسبة التدين مرتفع جدًا في مصر، لكن التقديرات "الهزيلة" –حسب ما ورد بالصحيفة- لأعداد الملحدين كانت محط سخرية عدد من الملحدين والعلمانيين في مصر، الذين يقولون أن الإلحاد آخذ في الانتشار، منتقدين تعريف دار الإفتاء للإلحاد أيضًا، فوفقا لرجال الدين، فإن الملحدين لا يشملون الكافرين فقط، لكن أولئك الذين يعتقدون في دولة علمانية، والذين يعتنقون ديانات أخرى غير الإسلام.
ونقلت عن رباب كمال، المتحدثة باسم إحدى الجماعات العلمانية، إنه من الممكن أن نحصى عددًا أكبر من ذلك داخل جامعة الأزهر وحدها، ومن الناحية الواقعية، لا يمكن إجراء الدراسات العلمية حول عدد الملحدين في بلد يعتبر التحدث عن أيديولوجية أخرى غير الإسلام هو وصمة عار.
وقالت الصحيفة، إنه منذ أطلقت الحكومة حملة على الإخوان والجماعات الإسلامية الأكثر تطرفًا، أصبحت المساجد والدولة مترابطين أكثر من أي وقت مضى، ونقلت الصحيفة عن "أحمد سامر" مؤسس حركة "علمانيون"، قوله إن "النظام الحاكم في مصر يميل لأن يكون محافظ من أجل الحفاظ على النظام الثقافي، لذلك فإن أي تغيير من شأنه أن يشكل مصدر قلق بالنسبة لهم سواء أكان التغيير ينطوي على الإلحاد أو التطرف".
وقالت الصحيفة، إن المسؤولين في الحكومة المصرية، يدركون أن أي انزلاق نحو العلمانية، سيتم استغلاله من قبل جماعة الإخوان، التي صورت الإطاحة بها على أنها حرب على الإسلام نفسه، وليست على جماعة إسلامية بعينها، وأوضحت "الجارديان" أن الزيادة في موجة الإلحاد يمكن أن تدعم موقف الإسلاميين الذين يعتقدون أنهم فقط الأوصياء على الدين، ما يشكل فرصة للإسلاميين لكسب قاعدة أكبر في الشارع المصري .