من "فتيات الليل" لـ"البنات الممسوسات".. "اشتغالات" التوك شو مستمرة
"استغلال قضايا محكمة الأسرة، البحث في قضايا الخط الأحمر"، أساليب يلجأ إليها بعض الإعلاميين لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، بحجة مناقشة تلك القضايا والعمل على حلها.
إعلامية شهيرة أكدت أكثر من مرة أن برنامجها "الخيري" الهدف الأول منه هو عرض الحالات التي تحتاج للمساعدة بشكل يجذب المشاهدين، حتى يتبرعوا لتلك الحالات.
وبذلك فإن ما تقدمه حلقات البرنامج الأسبوعية، يجب أن تكون مادة بها كم كبير من "الإثارة والتشويق" لضمان زيادة أعداد متابعيها، لكن المشكلة الحقيقية أن على الرغم من كثرة المواضيع والحالات الإنسانية التي تكون فيها نوع من الشغف، إلا أنها في النهاية واقع، ومن الممكن ألا يحتوي على الإثارة التي تتطلبها برامج "التو شو".
البداية كانت بأزمة إعلامية شهيرة أثارت ضجة وقتها قبل أكثر من 7 سنوات، "حكايات بنات الليل وبيع الجسد، ولحم مصر الرخيص الذي يباع للسائحين العرب، وخلف كل حكاية ترويها سيدة أو فتاة مصرية أمام الكاميرا مشاكل وأزمات البيوت التي دفعت بـ(بنات مصر) إلى السقوط في مستنقع الرذيلة".
وبعد انتهاء الحلقة وزيادة عدد متابعيها، خرجت الفتيات اللاتي ظهرن معها في الحلقة بأحد البرامج الحوارية، يؤكدن أن ما حدث كان مجرد "مسرحية" من إخراج الإعلامية، بعد مطالبتها لهن بأن يقمن بتمثيل دور الساقطات، وهي ستحميهن من خلال "تغطية وجوههن وتغيير نبرة أصواتهن" حتى لا يتعرف عليهن أحد، وذلك مقابل 300 جنيه.
لكن الفتيات قلن إن وسائل حمايتهن لم تكن كافية، حتى تعرَّف عليهن أقاربهن، وهو ما سبب لهن "الفضائح"، على حد قولهن، ومن جانبها نفت الإعلامية هذه الأقوال في بيان صحفي لها، بعد أن استقرت في مدينة دبي عقب هذه الحلقة مباشرة، فيما فتح النائب العام في ذلك الوقت تحقيقًا قضائيًا بشأن عرض هذه الحلقات.
ومنذ ذلك الوقت، أصبح هناك تأكيد بين مشاهدي مثل هذه البرامج، شكوك كثيرة تحاط بالمحتوى الذي تقدمه البرامج الحوارية "التوك شو".
ظهر بعد ذلك الوقت برامج "الخير" أو جمع التبرعات لحالات يتم عرض مشكلاتها، وكان وما زال لبرنامجها عدد كبير من المتابعين، إلى أن عرضت العام الماضي، مأساة رجل يبيع أطفاله مقابل المال، وزادت ردود الأفعال حول هذه الحلقة، إلى أن ظهر الرجل في إحدى القنوات الدينية، يؤكد أن الإعلامية مقدمة البرنامج عرضت عليه مبلغًا من المال مقابل أن يروي أنه يبيع أطفاله حتى يحصل على مبلغ مالي منها.
وعادت الإعلامية، مرة أخرى لتُثير البلبلة، بعد أن عرضت حلقة عن "الفتيات الممسوسات"، وظهر في تلك الحلقة أربع فتيات أُصبن بالمس، حيث يظهر طفل في هذه الحلقة، كان قد ظهر سابقًا في حلقة قالت إنها عثرت عليه أمام بوابة مدينة الإنتاج الإعلامي، وعرضت الطفل في هذه الحلقة ليراه أهله، وبالفعل قالت إن الطفل عاد لأهله.
يُذكر أن هذه الإعلامية التي قدمت حلقة "الفتيات الممسوسات"، سبقت واعترفت بأنها تعرَّضت للنصب من خلال نفس البرنامج، عندما استضافت شخصًا قال إنه معالج بالقرآن ثم فوجئت بظهوره في برنامج آخر بشخصية مختلفة تمامًا.