«دولى الإخوان» يعترف بوجود صراع بين رجال «الشاطر» و«الشباب»
اعترف التنظيم الدولى للإخوان، بوجود صراع داخلى بين القيادات الحالية وشباب التنظيم، بسبب مطالبة الأخيرين بالإطاحة بـ«رجال الشاطر»، وشن عزام التميمى، القيادى بالتنظيم الدولى، هجوماً حاداً ضد الشباب المطالبين بالإطاحة بالقيادات الحالية وعلى رأسهم محمد بديع، مرشد الإخوان، وخيرت الشاطر، نائب المرشد، حيث رفض «التميمى» الاستجابة لمطالب الشباب، ودعا المعترضين إلى ترك التنظيم، فيما رد الشباب على التميمى بعبارة «أهلاً بالانشقاقات».
وقال «التميمى» فى مقال له عبر «فيس بوك»: «يقول بعض الشباب إنهم سئموا تربع الشيوخ على الكراسى واستئثارهم بالقيادة، ويطالبونهم بالتنحى وإخلاء الميدان لهم، وينسى هؤلاء أنهم بينما يوجهون سهامهم إلى الحركة وهم على أرائكهم جالسون، يقبع الشيوخ الذين عنهم يتحدثون فى السجون»، وتابع: «البعض يتحدى لو كان فى مكان مرسى أو الشاطر أو فلان أو علان لما فعل كذا وكذا، فى ممارسة عبثية لا تسمن ولا تغنى من جوع، وهو الذى لم يحط بعد بتفاصيل ما مر به هؤلاء من ظروف دفعتهم لأن يجتهدوا ما وسعهم فى أوضاع غاية فى الصعوبة والتعقيد، وكيف لإنسان أن يقيم أداء جيل بأكمله مغيب فى الزنازين لم نسمع منه بعد ولم نسمع عنه ما يؤهلنا للحكم على اجتهاداته».[SecondImage]
وأضاف القيادى الإخوانى: «نصيحتى لمن لا يعجبه أداء الإخوان، وخاصة من كان يوماً منهم ولم يعد منسجماً معهم، أن ينطلق خارج التنظيم، فالميدان واسع شاسع فسيح، اجتهد ما تراه صواباً، واسعَ للنجاح حيث رأيت الآخرين يفشلون، فالإخوان عبر تاريخهم خرج من صفوفهم كثيرون، ذهبوا مذاهب شتى». وتابع: «لست ضد أن يراجع الناس ويحاسبوا وينقدوا وينتقدوا، ولست أرى الإخوان ولا غيرهم من البشر معصومين أو فوق المساءلة، إلا أننى لم أر فى كل ما قيل عن الإخوان منذ عزل مرسى نقداً علمياً، ولا تقييماً مدروساً، ولا حكماً منصفاً»، ووجه «التميمى» رسالة إلى المطالبين بحل التنظيم الدولى، فى إشارة إلى القيادى الإخوانى الأردنى رحيل غرايبة، قائلاً: «متى احتكر الإخوان العمل الدعوى أو السياسى، ومتى ادعوا أن الميدان لا يتسع إلا لهم، حتى يصر البعض على تنحيهم وحل أنفسهم؟ لو كان هناك من يرى فى نفسه الأهلية والأفضلية والقدرة على الإنجاز فهلم إلى الميدان، أما أن يصر أحد على هدم بيوت الآخرين على رؤوسهم حتى يتمكن هو من بناء قصره المزعوم فهذا هو العجب».
وكان رحيل غرايبة، عضو المكتب التنفيذى لتنظيم الإخوان المسلمين فى الأردن، دعا، منذ يومين، إلى ضرورة حل التنظيم الدولى والتنازل عن عودة المعزول محمد مرسى، لإنهاء حالة الفوضى الموجودة فى الوطن العربى، والتى لا يمكن مواجهتها، على حد تعبيره، إلا بالوصول إلى حل للأزمة الموجودة فى مصر.
وفى المقابل، هدد عدد من شباب الإخوان بالانشقاق عن التنظيم، نتيجة عدم الاستجابة لمطالبهم بتنحية القيادات الحالية، وإجراء انتخابات مبكرة تشمل جميع المناصب الإدارية داخل التنظيم، وقال مصطفى حجاج، أحد الكوادر الشبابية داخل تنظيم الإخوان، إن عدداً من الشباب سيلجأون فى الأيام المقبلة إلى ترك التنظيم، خصوصاً بعد رفض مطالبهم. وأضاف «حجاج» لـ«الوطن» أن القواعد الشبابية علقت على مقال التميمى بـ«أهلا بالانشقاقات».
وقال إسلام خليفة، أحد الكوادر الشبابية، إن التنظيم أجرى عدداً من جلسات وضوح الرؤية، خلال الأيام الماضية، لإقناع الشباب بالتراجع عن مطالبهم بشأن إقالة القيادات، والتوقف عن طرح فكرة ترك التنظيم، حتى لا ينشق الصف الإخوانى من الداخل، مقابل ترك مساحة أكبر لتنفيذ أفكارهم والاستماع لهم، وهو ما رفضته الأكثرية، وأضاف «خليفة» لـ«الوطن» أن السبب الحقيقى فى الأزمة الحالية، يعود إلى أن أغلب الشباب يرون أن التنظيم فشل فى التعامل مع أزمة مرسى، ومواجهة النظام الحالى، ما أدى فقط إلى إراقة مزيد من الدماء فى صفوف الإخوان، فى مقابل استمرار «السيسى» فى الحكم حتى الآن، على حد وصفه.
وفى سياق آخر، هدد تنظيم أجناد مصر، بالقصاص لأحد قتلى الإخوان، الذى راح ضحية المظاهرات التى نظمها أنصار المعزول أمس الأول فى كفر الشيخ، وقال محمد بلال القاهرى، مسئول العلاقات العامة بالتنظيم: «دماء جديدة سالت بالأمس، لا لوم علی الأجهزة الأمنية، فتلك طبيعتها وهذا دورها، اللوم علينا نحن لتقصيرنا فى قتالهم ودفع شرهم».