خبير أمن قومى لـ«الوطن»: المجلس الأعلى للأمن السيبرانى تحصين لمصر
أكد اللواء أسامة همام، خبير الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية، أن قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بإنشاء «مجلس أعلى للأمن السيبرانى» بعضوية ممثلين لوزارتى الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة هو تحرك لحماية أمن الدولة والتصدى لمحاولات «اللعب بعقول الشباب» عبر «عالم السيبر»، مشدداً على أن المجلس واهتمام الدولة تحرك لمحاولة التحصين أمام الجيل الرابع من الحروب الذى تواجهه مصر حالياً، وحروب الجيل الخامس التى قد تدار ضدنا مستقبلاً. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن أجهزة مخابرات دولية تستخدم مواقع التواصل لنشر أفكار هدامة للمجتمع مثل نشر المواقع الجنسية فى الفترة السابقة، ومحاولات نشر الإلحاد حالياً، مشدداً على أن المجلس من المفترض أن يواجه الأخطار الاجتماعية مع الأمنية.
■ كيف ترى قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء مجلس أعلى للأمن السيبرانى؟
- قرار لا بد منه منذ فترة وليس الآن، فعلى الدولة التحرك للتصدى لحروب الجيل الرابع وتحركات «الجيوش الإلكترونية» ضد الدولة واستقرارها ولتشويه مؤسساتها؛ فمعظم التحركات التى تحدث تنطلق من مواقع التواصل الاجتماعى والشبكات الإلكترونية؛ فتبث صوراً تم التلاعب بها عبر «فوتوشوب» أو فيديوهات مفبركة أو معلومات مضللة مما يصنع الإثارة للمواطنين على محتوى ليس له أساس على الإطلاق لأهداف بعض القوى، فضلاً عن أنه عبر الشبكات الإلكترونية أمكن بعض أجهزة المخابرات من متابعة حسابات للمواطنين على مواقع مثل «الفيس بوك» ليحصلوا منها على معلومات أو محاولة إقناع البعض ببعض ما يحاولون بثه فى المجتمع؛ لذا فإن شبكات التواصل الاجتماعى من أخطر ما يمكن.
■ تقصد أن تتم مراقبة تلك الشبكات أو متابعتها؟
- من وجهة نظرى، من المفترض أن يراقب ويتابع شبكات التواصل الاجتماعى ليس بهدف التنصت عليها، ولكن لمعرفة مَن المواطن الطبيعى ومن يعمل لأهداف أخرى وذلك عبر تحليل المضمون والمتابعة، فضلاً عن بدء نوع من التصدى للشائعات الكثيفة التى تبث ضدنا فى إطار الحرب النفسية عبر الهجوم أيضاً وليس الدفاع ضدها فقط، فيجب أن يوجد أفراد يكونون جاهزين للرد والتوضيح، كما علينا أن نوضح للمصريين من هم هؤلاء الناس وأغراضهم ضدنا، فيتم نشر معلومات فى إطار التحرك العكسى ضدهم لتوعية المواطنين بمن هم أعداؤنا.
■ ولكن ذلك يتم بشكل غير مباشر؟
- بالتأكيد يتم بعيداً عن مؤسسات الدولة، ولكن بشكل منظم ومرتب، لنرصد ونحدد من يقوم بالأعمال العدائية، ومصادرها من الداخل أو من الخارج.
■ بحكم خبرتك الأمنية.. هل ترى أن يقتصر دور عمل المجلس على شبكات التواصل الاجتماعى فقط؟
- لا، فهناك تطبيقات اتصالات، مثل «فايبر» و«اسكيب»، فأجهزة المخابرات يكون لديها القدرة على اختراق المكالمات التى تتم عبر تلك التطبيقات، وتحديد مكان الهاتف الذى يتم التحدث منه، وتعرف اتصالاته، وتأخذ أرقام الأشخاص الموجودة عليه، ويتم التحكم بشكل رهيب عبر تلك التطبيقات، والدليل على أنك متابع منهم أنه إذا دخلت على موقع مثل «يوتيوب» وشاهدت أكثر من فيديو عن شىء ما، فإن الشبيه له يظهر أمامك، وهو خير دليل على أنهم يتابعونك ويشعرون بك، فحتى عندما تكون على الـ«برايفيت»، فيكون لدى الأجهزة قدرة على اختراقها، فبعض المواطنين يشعرون أنهم محميون أمام اختراقات الأجهزة الدولية ويتحدثون بحرية عن بعض المعلومات التى قد تتصل بالأمن القومى باعتبارهم «محميين منهم»، لكن الحقيقة أنهم «عريانين» أمامهم.
■ وهل هناك أخطار أخرى غير إثارة المواطنين يتم التصدى لها؟
- بالتأكيد، فمثلاً يتم التجنيد المخابراتى للجواسيس عبر الإنترنت، مثل قضية الفخ الهندى حينما ذهب إلى الصين وعرض نفسه على «الموساد» عبر الإنترنت، فعالم «السيبر» أصبح من أخطر ما يمكن، فهو يدخل البيوت، والجميع يستخدمون الـ«سمارت تليفون»، فحياة الناس أصبحت عبر التليفون وليس الواقع الحقيقى، وهم يدركون ذلك تماماً ويستغلونه بشكل جيد تماماً.
■ وهل يمكن أن يمتد عمل الجهاز للتصدى لتكنولوجيات مثل هواتف «الثريا» التى استغلتها بعض العناصر مؤخراً ضد الدولة؟
- هذا الهاتف يستخدم إما محلياً أو دولياً، محلياً على مدى يمكن أن يصل بعد الوحدة الرئيسية للجهاز على بعد 35 كيلومتراً وهو كان أول استخدام له قبل ظهور الهواتف المحمولة ولم يعد لهذا النوع أهمية حالياً، والخطورة أنه يتم التواصل عبر الأقمار الصناعية، فيتواصل عبر القمر الصناعى، فإذا تحدث عبر «النيل سات» يكون الأمر تحت السيطرة، أما إذا تحدث عبر قمر صناعى آخر فهنا تكون المشكلة ويمكن استخدام تقنيات متطورة، ومتابعة أى شخص مشكوك فيه يجب أن تتم متابعته بأمر من المحكمة كى لا يشكك أحد فى الرقابة على المواطنين.
■ ما تأثير «عالم السيبر»؟
- بعيداً عن الناحية الأمنية والمؤامرات التى تُحاك ضدنا، فإن «عالم السيبر» له تأثير على النواحى الاجتماعية للمواطنين بشكل فعال، فالطفل الصغير يستطيع أن يرى ما يريد وقتما يريد، فتم نشر المواقع الجنسية سابقاً، ويستطيع أن يلاعبوا الشباب بمليار حاجة مثل محاولة نشر الإلحاد أو غيره من أفكار هدامة، فهى ألعن من المخدرات.
■ خبراء أمريكيون تحدثوا عن أن حروب الجيل الخامس ستستخدم ضدنا، والتى تقوم حسب تعبيرهم على «nets and jets» أى الشبكات والطائرات، فهل يمكن أن يطوروا هجومهم ضدنا لمثل تلك المرحلة؟
- من الممكن أن يتم ذلك، والتحرك عبر المجلس الجديد سيحمينا ضدها وحروب الجيل الرابع، فكما سبق أن وضع طريقة عمل مفرقعات، وعلى شبكات تواصل اجتماعى كيفية عمل عبوة متفجرة، وكيف يمكنك صنع سلاح محلى، فنحن ما زلنا فى حروب الجيل الرابع التى تقوم على التلاعب بالعقول عبر الإنترنت، وعلينا التحرك لمحاولة تحصين أنفسنا أمامها.