محللون تونسيون لـ«الوطن»: فوز السبسى السيناريو الأفضل سياسياً ودولياً
![محللون تونسيون لـ«الوطن»: فوز السبسى السيناريو الأفضل سياسياً ودولياً](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/294774_Large_20141219081006_15.jpg)
يتوجه غدا نحو 5.3 مليون ناخب تونسى إلى صناديق الانتخابات مجدداً فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التى جرت جولتها الأولى بين نحو 22 مرشحاً يوم 23 نوفمبر وأظهرت نتائجها حلول مرشح حزب حركة «نداء تونس»، الباجى قائد السبسى أولاً بنسبة 39.46%، وحلول الرئيس المنتهية ولايته، المرشح المنصف المرزوقى، ثانياً بنسبة 33.43% ليخوضا معاً جولة الإعادة اليوم. وخلال جولتى الانتخابات قدم «السبسى»، الذى تشير أغلب استطلاعات الرأى إلى إمكانية فوزه بالانتخابات، وتفوقه بفارق 10% على منافسه، نفسه على أنه مرشح الدولة المدنية الحديثة ودولة القانون، وأنه القادر على محاربة الإرهاب، واعتبر أن انتخابه يعنى اختيار المستقبل والخروج من السنوات الماضية التى شهدت انهياراً اقتصادياً وأمنياً، وأكد أن من انتخبوا منافسه فى الجولة الأولى هم التيارات الإسلامية والسلفية. بينما قدم «المرزوقى» نفسه على أنه مرشح الثورة وحامى الحريات، واعتبر أن انتخابه يمثل انتصاراً للثورة ووقوفاً أمام عودة المنظومة القديمة التى وصف «السبسى» بأنه امتداد لها.
سياسياً يقول أستاذ القانون الدستورى والعلوم السياسية بجامعة «سوسة» أمين محفوظ، لـ«الوطن»: «إن فوز المرزوقى يجعل السلطة التنفيذية فى وضعية صعبة وسيجعلها معرضة للأزمات وسيطرح مشكلات على مستوى التعاون والانسجام بين الحكومة التى سيشكلها (نداء تونس) والرئيس الذى كان منافساً لزعيم الحركة السبسى، خاصة أن من حق الرئيس طرح سحب الثقة فى الحكومة أمام البرلمان وإذا حشد أغلبية مريحة يمكنه ذلك، والعكس فى حال فوز السبسى».
وأضاف: «الخلافات ستظهر أكثر فى المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية، فربما الرئيس يكون له رؤية ورئيس الوزراء له رؤية مختلفة، وتكرر الأمر من قبل بين المرزوقى ورئيس الوزراء الأسبق حمادى الجبالى. وهذه اضطرابات لا نريدها، نحن فى تونس نريد الديمقراطية وتحقيق الاستقرار فى الوقت نفسه، ما يتحقق فى حال فوز السبسى».
وتابع «محفوظ»: «البعض يقول إن فوز السبسى يعنى احتمالية وجود نظام ديكتاتورى معه الرئاسة والحكومة والسلطة التشريعية، لكن هذا مردود عليه لأن الحكومة لن يستطيع (نداء تونس) تشكيلها بمفرده وعليه التحالف مع أحزاب أخرى لأنه لم يحقق أغلبية المجلس التشريعى، كذلك وفق الدستور سيكون للمحكمة الدستورية حق عزل رئيس الجمهورية، نظام الحزب الواحد والاستبداد انتهى ولن يعود». وحول تأثير فوز أىّ من المرشحين على صعود الأحزاب الدينية، قال «محفوظ»: «المرزوقى رغم أنه علمانى ويفتخر بذلك فإن الأحزاب الدينية تدعمه ويحظى بمساعدتها، ما يخيف العائلة الديمقراطية، وبالنسبة لحركة النهضة فإنها متخوفة من فوز السبسى لأنها تعتقد أنه جزء من فرض (نداء تونس) سيطرته على كامل مؤسسات الدولة، لكن ما يميز النموذج التونسى أنه نموذج للتنافس وليس التنافى وبالتالى سيعمل الطرف الفائز على مراعاة الطرف الخاسر».
وحول العلاقات الخارجية يقول «محفوظ»: «العلاقات الخارجية من أكثر نقاط الضعف التى يقيَّم المرزوقى وفقاً لها، لأنه اتخذ تصرفات كارثية أضرت بالعلاقات الخارجية التونسية حتى مع الدول الصديقة، حتى إن بعض الدول كانت تتعامل مع رئيس الحكومة فقط ولا تتعامل مع المرزوقى. اتخذ قرار قطع العلاقات مع سوريا دون أن يأخذ فى الاعتبار الجالية التونسية الكبيرة الموجودة فى سوريا، لم يأخذ فى الاعتبار وزن الدولة التونسية ومصالحها». وأضاف: «فى المقابل يحظى السبسى باحترام العديد من الدول وفوزه يعطى رسالة إيجابية للتعامل مع رياح جديدة تهب على تونس، وبالتأكيد السبسى سيستفيد من الأخطاء التى وقع فيها المرزوقى».
أمنياً، يقول الباحث التونسى فى دراسات الأمن الشامل الدكتور نصر بن سلطانة، لـ«الوطن»: «إن الانتخابات الرئاسية التونسية ستكون لها نتائجها الكبيرة على الأوضاع الأمنية ليس فى تونس فقط، بل حتى على المستوى الإقليمى والتعاون تجاه موجة الإرهاب التى تواجه دول الجوار العربى خاصة مصر والجزائر وليبيا».