"مشيخة الصوفية" ترسل 10 توصيات للسفارات الغربية لمواجهة الإرهاب
بعث المجلس الأعلي للطرق الصوفية، 10 توصيات للسفارات الأوروبية والغربية في مصر، وطالبوهم بمساندة مصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكدين أن تلك التوصيات هي الطريق لمكافحة الإرهاب.
يأتي ذلك بعد اجتماع المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مساء أمس الأول بمقر المشيخة، برئاسة الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس المجلس، وحضور الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والشيخ محمد عبدالرازق رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، وممثل الوزارة بالمجلس الأعلى للصوفية، لمناقشة العديد من القضايا، على رأسها دور المشيخة العامة في مكافحة الإرهاب دعويًا، ومواجهة الأفكار التكفيرية.
وقالت المشيخة في بيان لها أمس، إن الاجتماع يأتي في إطار حرص مؤسسات الدولة الدينية ومن بينها المشيخة، على مواجهة الإرهاب داخليًا وخارجيًا، حيث توصلت المشيخة العامة لعدة توصيات لمواجهة التطرف والفكر التكفيري، ويناشد المجلس كل المؤسسات الدينية وغير الدينية، وأهل العلم ورجال الفكر، للتكاتف ومواجهة التطرف، مضيفًا: قاتل النفس يكون خالد في النار، ولا يخلد فيها إلا الكافر.
وشملت التوصيات، توجيه نداء للدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول والدويلات التي تدعم الإرهاب وتسعى إلى استغلاله، من أجل فرض سطوتهم على منطقة الشرق الأوسط، في محاولة منها لتفكيك الدول العربية، بأن من يسعى إلى تبني نظرية الإرهاب، سوف تطاله نارها عن قريب، في وقت لا ينفع فيه الندم.
وطالبت المشيخة في توصياتها تلك الدول، بتوجيه رأس مالها وخططها الاستراتيجية التي تدعم مخططات الإرهاب، من شراء أسلحة مدمرة إلى دعم السلام ومكافحة الفقر والجوع، وتهدئة الأوضاع بين كافة الدول، ما يدفع قوى الإرهاب للاندثار، طالما لم تجد دعمًا دوليًا وماديًا لتنفيذ أهدافها.
وشددت على كافة مؤسسات الدولة الدينية والتربوية، التفاعل مع الشارع والنزول بين المواطنين، لمواجهة الأفكار التكفيرية ووأدها قبل تفشيها، وعلى الدولة دعم المؤسسات الدينية التي تؤدي دورًا وسطيًا، بكافة السبل ماديًا ومعنويًا، ونبذ الخلافات الداخلية لتوحيد الصفوف، من أجل مواجهة تلك المخاطر، حتى لا يكون دور المؤسسات سلبيًا، في ظل عجزها عن مكافحة الإرهاب، الذي يحتاج إلى جهد من الدولة لدعم تلك المؤسسات، حتى لا نترك شبابنا فريسة ولقمة سائغة لتلك المخططات.
وقالت المشيخة: "بالنسبة لظاهرة الإرهاب الداخلي، شاهدنا بعض الجهات والجمعيات التي تتبنى أفكار ونظريات، من شأنها إحداث فتنة، في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة إلى تكاتف كافة المؤسسات، لذلك يجب بتر تلك الأفكار والجمعيات قبل أن تستشري في فساد المجتمع، ويجب على مؤسسات الدولة احترام النفس الإنسانية، بعيدًا عن الدين أو الجنس وتكريمها، لأن الرسول الكريم كان رحيمًا ليس بالإنسان فقط، بل بالحيوان والجماد، ويجب تفعيل كيفية تطبيق نظرية مكارم الأخلاق، في كافة مؤسسات الدولة، وفي الحياة الوظيفية وتوعية المواطنين بأهمية تلك النظرية، التي لو طبقت ستنعكس على أداء المجتمع المصري".
وشددت على أهمية دور الأسرة في تربية النشأ، لأن غياب دور الأسرة يجعل الأبناء عرضة للأفكار الإرهابية والدعوات التكفيرية، ويجعلهم فريسة للمنحرفين تمكنهم من توظيفهم ضد الدين والوطن، وتشكيل لجنة رفيعة المستوى من المؤسسات الدينية الوسطية، كالطرق الصوفية ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف، بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف لوضع تلك التوصيات موضع التنفيذ لمكافحة الإرهاب، ويجب على تلك اللجنة توسيع إطار عملها، بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة الداخلية، والتعاون مع كافة الدول العربية، من أجل تطبيق تلك التوصيات على أرض الواقع.
واختتمت المشيخة بيانها، بأنها خاطبت سفارات كافة الدول الأوروبية، من أجل إيصال تلك التوصيات، على أن يتم التعاون مع تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب، لأن الإرهاب ليس له وطن ولا دين، ومن الممكن أن يطال العالم بأسره.