يقف أمام موقد من النار المشتعل بفحم الكوك، مرتديًا جلبابه وعمامته على رأسه، تلك الهيئة التي اعتاد أحمد عاطف على الظهور بها يوميًا داخل محل عمله، ليحول الحديد إلى أدوات حادة صالحة للاستخدام في تقطيع الطعام على غرار السكاكين أو الأدوات الزراعية كالفأس، ليقدمها إلى أهالي بلدته المحتاجين لها، خاصة الزبائن الدائمين على العمل بها في محلاتهم التجارية.
«عاطف» يحافظ على مهنة الحدادة من الاندثار
أحمد عاطف، البالغ من العمر 32 عامًا، والقاطن في مركز فرشوط التابع لمحافظة قنا، اتخذ من مهنة الحدادة العريقة عملًا يجمع منه قوت يومه، رغم حرارة الموقد التي يعانيها يوميًا إلا أنه لا مفر منها لحاجة أهل بلدته إليها، وفقا لما رواه لـ«الوطن»: «المهنة دي ورثتها أبًا عن جد، وأتعودت على الوقوف أمام موقد الفحم لتسخين الحديد المقطع بأوزان وأطوال محددة من الصباح الباكر، لصناعة أدوات الجزارة والسمك، علشان أوزعها على الزباين وبيعها في الأسواق الشعبية».
ويعمل «عاطف» مع والده في المهنة التي توارثها من أجداده، حتى يتعلم كافة الطرق الصحيحة لتصنيع تلك الأدوات الحادة مع تجنب أضرارها، مؤكدًا أن مهنة الحدادة لا زالت تلقى اهتمامًا كبيرًا لدى الأهالي والجزارين والعاملين في بيع السمك، لصنع ما يلزمهم من سكاكين وأدوات منزلية وغيرها.
«موقد وفحم الكوك وقطع حديدية معينة من الصلب»، تلك الأدوات التي يستخدمها «عاطف» في أثناء عمله: «بسخن الحديد في درجة حرارة لغاية ما يوصل لمرحلة الانصهار، وبعدها بضرب عليه بشاكوش بمواصفات معينة علشان أطلع أداة حادة زي السكاكين والسواطير اللي بيستخدمها العاملين في الجزارة أو تقطيع الأسماك».
«عاطف»: أمنيتي يتعملي تأمين صحي أتعالج بيه
ويعد من أبرز زبائن الحداد الشاب، الجزارين والعاملين في تقطيع السمك، وأهل القرية الذين يحتاجون إلى أدوات مهمة، مضيفًا: «ببيعها في الأسواق الشعبية داخل محافظة قنا».
وتمنى «عاطف»، أن يكون له تأمينًا صحيًا يُعالج به من الأمراض التي تصيبه بسبب شدة الحرارة التي يتعرض لها بصفة يومية: «بشتغل من الصباح الباكر حتى غروب الشمس».
تعليقات الفيسبوك