«مسرح المنصورة القومى» بجوار المديرية: شاهد على الإرهاب
«استحالة يرجع المبنى زى الأول، وأنا شخصياً مع ترميمه، وبكيت عندما دخلته أول مرة بعد سنة من الحادث»، هكذا وصف عادل عفر، مدير مسرح المنصورة القومى، حال مبنى المسرح، الذى تدمّر قبل عام من اليوم، فى تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية. وقال «عفر»، الذى حارب من أجل الحافظ على المبنى قبل حادث التفجير، ووقف بالمرصاد ضد قرار هدمه الذى أصدره حى غرب المنصورة، إن لجنة من وزارة الثقافة تسلمت مسرح المنصورة القومى هذا الأسبوع لترميمه، وتحويله إلى دار أوبرا بعد أن تبرّع السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، بمبلغ 53 مليون جنيه لإعادة ترميمه بعد التدمير الذى أصاب معظم أجزائه فى حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية المقابل للمبنى.
وأضاف أنه تمكن من دخول المبنى والوصول إلى جهته الشرقية بعد أن تم «صلبه من خلال سقالات»، وقال: ذهبت إلى لجنة التسليم، وكانت أول مرة أدخل المبنى منذ وقوع الحادث، فكان المنظر صادماً، بكيت على هذا المبنى الذى كان يحمل تراثاً جميلاً، ولحق به هذا الدمار.
وأوضح أن المبنى كان من ملحقات قصر أمينة هانم، زوجة الخديو توفيق، وتم بناؤه عام 1870، ثم قام المهندس الإيطالى «أ. ماريللى»، عام 1902، بتصميمه وإعادة بنائه ليحتوى على ديوان مجلس بلدية مدينة المنصورة، وحجرات، وصالة لإقامة أعضاء المجلس البلدى بالإضافة إلى مسرح (تياترو)، يتسع لـ650 مقعداً.
وأضاف: كان يتوسّط القوس الكبير للمسرح، تاج ملكى مذهب، وتتدلى منه ساعة كبيرة، وفى الأربعينات تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافئ، حتى عام 1964 عندما تم إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومى فى عيد الدقهلية القومى 7 مايو 1964، وكانت ستائر المسرح فى الافتتاح من القطيفة ذات اللون الأحمر المشغولة بخيوط الذهب.
وذكر أن المسرح له تاريخ فنى كبير، فقد شهد إقامة أهم العروض المسرحية منذ الثلاثينات، حيث وقف عليه كل من جورج أبيض، ويوسف بك وهبى، الذى قدّم على خشبته عرضاً مسرحياً لموسم كامل، كذلك أقامت عليه السيدة أم كلثوم عدداً من الحفلات الغنائية فى الثلاثينات وأوائل الأربعينات، وقدّم عليه الفنان محمد صبحى مسرحية «على بك مظهر»، ويوسف شعبان مسرحية «مطار الحب».
وأكد أنه تم تشكيل لجنة هندسية من كلية الهندسة جامعة المنصورة، وشركة «المقاولون العرب»، لتحديد مدى صلاحية المبنى للترميم، وذلك بعد أخذ عينات من التربة وتحليلها، مضيفاً: من المتوقع مبدئياً أن تستغرق أعمال الترميم وعملية تحويل وتجهيز المبنى ليكون مركزاً ثقافياً متكاملاً عامين تقريباً، وذلك بجانب أعمال ترميم المسرح الأثرى المبنى على الطراز الإيطالى وتجهيز المبنى بقاعات ثقافية مزوّدة بأحدث الأجهزة، وكذلك غرف فندقية لاستضافة الفرق المسرحية التى ستقيم العروض على خشبته.