قيادى جهادى سابق: مصالحة «مصرية تركية» قريباً
«البرلمان الموازى» شو إعلامى هدفه الضغط لإعادة «الإخوان» للمشهد
قال الدكتور أمل عبدالوهاب، القيادى الجهادى السابق، إن غلق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، جاء لهدف تحقيق المصالح القطرية، متوقعاً مزيداً من التعاون القطرى مع مصر فيما يخص الإخوان وتسليمهم للدولة المصرية، خصوصاً المطلوبين منهم أمنياً وقضائياً.
■ ما تفسيرك لغلق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، منبر «الإخوان» الأول؟
- كان متوقعاً، فـ«الجزيرة» تخدم مصالح مالكيها، واليوم هناك مصالحة مصرية قطرية، ومن شروطها، عدم دعم قطر لمن يهاجم مصر، و«الجزيرة» كانت القناة رقم واحد الداعمة للإخوان، وليس ذلك وقفاً لأيديولوجيا انتهجوها، ولكن لمصالح مؤقتة لهم، فلم يكن هجوم «الجزيرة» على مصر لرؤية أيديولوجية أو أنها قناة تابعة للإخوان، بل لأن مصالح الحكومة القطرية وقتها كانت مع دعم هذا التنظيم.
■ وفى رأيك.. ما مصالح الحكومة القطرية مع الإخوان؟
- قطر تبحث عن حجم أكبر من حجمها الحقيقى، وتتعمد تصدير فكرة أنها راعية ما يسمى الإسلام السياسى الوسطى، ضد تطرف التنظيمات الجهادية المنتشرة الآن فى العالم العربى خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش»، وحينما تعارضت مصالح الحكومة القطرية مع الإخوان، فإنهم فضلوا مصالحهم على الإخوان، وأغلقوا القناة، وقدموا العلاقات المصرية القطرية على وجود قناة الجزيرة من الأساس.
■ وما مصير الإخوان فى قطر؟
- غلق «الجزيرة مباشر مصر»، ليس المطلب الوحيد للحكومة المصرية، بل هناك مطالب أخرى ستنفذها قطر، منها: الكف عن الأنشطة العدائية للدولة المصرية، سواء نفذها الإخوان أو غيرهم، ولا بد أن تقدم قطر للحكومة المصرية سجلاً شاملاً لتحركات قيادات التنظيم فى قطر، وأن تتعاون أمنياً مع مصر لتسليم المطلوبين قضائياً.
■ وهل ستسلم قطر الإخوان المطلوبين أمنياً لمصر؟
- مؤكد ستفعل ذلك لعدة أسباب، أهمها أن تتبرأ من الدماء المسالة فى الشارع المصرى، وليس أمام الحكومة القطرية سوى أمرين: الأول أن تجبرهم على الرحيل من قطر، والثانى أن تسلمهم إلى مصر، ولو تعاملت معهم باحترام فستجبرهم على الرحيل، كما فعل عمر البشير، الرئيس السودانى فى التسعينات، حينما أجبر قيادات الجهاد، وعلى رأسهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى على الخروج من السودان، كما أن وجود الإخوان فى قطر أصبح مغامرة لهم، بمن فيهم يوسف القرضاوى، لأنه مطلوب قضائياً من شرطة الإنتربول الدولى بعد أن قدمت مصر مذكرة رسمية بحقه.[FirstQuote]
■ هل تعتبر فوز «السبسى» على «المرزوقى» المدعوم من الإخوان، هزيمة أخرى للتنظيم؟
- فوز «السبسى» هزيمة إعلامية فقط للإخوان فى تونس، أما فعلياً فهو انتصار، فإخوان تونس أو حركة النهضة استفادوا جيداً من التجربة المصرية، وخطؤها الأكبر حينما قدموا مرشحاً رئاسياً، خصوصاً أنهم ليست لديهم خبرات فى قيادات الدولة، ومرة واحدة أصبحوا قيادات فى الدولة دون خبرة، فاصطدموا بمؤسسات الدولة، مثل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والكنيسة والأزهر، وانتبه «إخوان تونس» لما حدث للحركة الأم فى مصر، فأعلنوا دعمهم لمنصف المرزوقى، إلا أن دعمهم له كان إعلامياً فقط لأنهم «باعوه» أمام الصناديق، وصوتوا لمرشحه المنافس، للحفاظ على بقية ما أضاعه التنظيم فى مصر وعلى وجودهم على الساحة السياسية.
■ ما رأيك فى إنشاء الإخوان فى تركيا لما يسمى بالبرلمان الموازى؟
- «شو إعلامى» يهدف للضغط على الحكومة المصرية لعودة الإخوان إلى المشهد، وتوصيل رسالة أنهم موجودون على الساحة، لكن الحقيقة غير ذلك، فالإخوان تلقوا ضربات قاتلة على المستويين الدولى والمحلى، والمسيرات التى كانت حاشدة، أصبحت الآن «هزيلة» ومستمرة فى التناقص، وكان مفهوماً أن ينعقد البرلمان عقب 30 يونيو، وليس الآن بعد أن مضت الدولة المصرية قدماً فى تحقيق نجاحات على مستوى الداخل والخارج، وهذا البرلمان الموازى، تخبط، ويدل على أن الإخوان فقدوا قدرتهم على التفكير وعلى العودة إلى المشهد، وقريباً ستحدث مصالحة تركية مصرية كما حدث مع قطر، على حساب الإخوان وحلفائهم، فلا صحة أن النظام التركى ينتمى للإخوان، فأردوغان ينتمى فى النهاية إلى مصالح شعبه، ومصالح شعبه مع الدولة المصرية وليس مع الإخوان وبعد تفعيل المصالحة المصرية التركية، فإن الإخوان إما أن يكونوا لاجئين سياسيين فى الغرب أو فى السجون المصرية.
■ الجماعة الإسلامية وحزبها «البناء والتنمية» ما زالا فى التحالف مع الإخوان.. هل تعتقد انسحابهم؟
- ستنسحب الجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان لتنضم لتحالف آخر، هو تحالف «داعش».