مصر الحلوة: المسيحى يشترى حلاوة مولد والمسلم يشترى شجرة كريسماس
تزامُن احتفال المسلمين بالمولد النبوى الشريف واحتفال المسيحيين بأعياد الميلاد، جعل المصريين يعيشون حالة واحدة من الفرحة والبهجة لا تتكرر كثيراً، وبين الاحتفالين تختلط المشاعر، ويصبح المصريون نسيجاً واحداً، فتجد المسلم يشارك المسيحى فرحته بشراء شجرة الكريسماس وبابا نويل، وتجد المسيحى يُقبل على شراء حلوى المولد ليعيش الجميع فرحة واحدة لا يفرقها دين.
بجلبابه الأسود وعمامته والصليب الذى يتدلى على صدره، وقف القمص زكريا، أحد رجال الدين المسيحى، أمام محل لبيع حلوى المولد النبوى وسأل البائع: «بكام السمسمية، طب نص كيلو الجوزية يعمل قد إيه؟ وعندك فولية وحمصية؟»، وسط دهشة زبائن المحل، ولكن القمص زكريا قطع عليهم دهشتهم بقوله: «دى مش أول مرة أشترى حلاوة المولد، كل سنة لازم نشتريها لنقاسم جيراننا المسلمين فرحتهم، وساعات بأسبق جيرانى المسلمين بشراء علبة وإرسالها لهم».
لم تكن حلوى المولد فقط هى التى يحرص «زكريا» وأسرته على شرائها، بل إن الطقوس الرمضانية وزينة الأعياد لها نصيب أيضاً من الاهتمام: «فى حاجات بنستناها من السنة للسنة زى القطايف والكنافة لأن فعلاً مالهاش طعم إلا فى رمضان.. وزى ما أطفال المسلمين بيشتروا بابا نويل وشجرة الكريسماس أطفالنا كمان بيشتروا فوانيس رمضان».
هدايا الكريسماس والمولد النبوى على فرشة واحدة، هكذا وضع مصطفى محمود الشهير بـ«مصطفى شرطة»، أحد الباعة الجائلين، بابا نويل وعروسة المولد على فرشته فى منطقة الفجالة، مؤكداً أن المصريين يعيشون فرحة واحدة وإن اختلفت المناسبة.
وقال «مصطفى»: «فيه مسلمين بيشتروا بابا نويل وفيه مسيحيين بيشتروا عروسة المولد، كلنا مصريين، وكلنا عايزين نفرح وننبسط، بالمولد والكريسماس».
وأضاف: «كل سنة بفكّر هعرض البضاعة إزاى، والسنة دى لما تزامنت احتفالات الكريسماس مع المولد، قلت هحط الاتنين جنب بعض، واللى عايز حاجة يشتريها».
بين هدايا الكريسماس التى تغنى أغانى غربية وعروسة المولد التى تصدح بأغان دينية، وقف «مصطفى» يروج لبضاعته التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى، مؤكداً أن أسعاره «فى المعقول»: «بابا نويل بـ200 جنيه، والحصان بـ200 جنيه، وفيه حصان بيوصل سعره لـ300 جنيه، أما العرايس فتتراوح بين 30 للشعبى و350 جنيه، وده أغلى سعر».