لإنقاذ لغتنا الجميلة
لا خلاف على أن كل مصرى أصيل قد سعد جداً برؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يكرم علماء مصر من أصحاب التخصصات العلمية والطبية الدقيقة، الذين اكتسبوا شهرة واسعة على النطاقين الداخلى والخارجى، وخدموا بلادهم على أكمل ما يكون، وسعد كذلك بالمبادرة التى أعلنها الرئيس السيسى لإنقاذ التعليم، وتصحيح مساره فى خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلا أننى أريد أن ألفت أنظار الرئيس إلى محنة أخرى تتصل بقضية التعليم فى بلادنا بصفة مباشرة، ألا وهى محنة (لغتنا الجميلة) التى تمر فى هذه الفترة ومنذ عقود طويلة بأزمة حقيقية تتمثل فى تهميشها، عبر سياسات تعليمية فاشلة منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً.
إن لغتنا الجميلة فى حاجة إلى ثورة تجديدية حقيقية على محاور ثلاثة أهمها محور المناهج العقيمة، التى حان وقت تجديدها بصورة تسمح بتدريس العربية عبر منظومة تطبيقية واحدة، بدلاً من تدريسها فى وحدات دراسية مختلفة وعبر جزر متباعدة، ثانياً: المعلم الذى بات فى أمس الحاجة إلى تطوير طرق تدريسه للغة بعد أن طغت الوسائل التكنولوجية الحديثة على العملية التعليمية، واختفت معها قصة الطباشير والسبورة، وثالثاً: الطالب نفسه الذى تراجع عن عشقه للغته المقدسة بعدما أفسد عليه الإعلام، بلغته الهابطة والأغانى الحديثة والأفلام المبتذلة، المناخ الرومانسى لعشق اللغة، إننا فى أشد الحاجة إلى صحوة تعيدنا إلى أحضان لغتنا الأم بآدابها وفكرها وفنها وعلومها.. فمن لها بذلك؟