«ضياء» غَنّى «بص على الحلاوة» فأصبح خليفة «الريس متقال»
كان طفلاً صغيراً حينما دخل عليه «الريس متقال»، قائلاً له: «يا واد يا ضياء، أبوك بيقول إنك بتعرف تغنى وتضرب على الربابة، سمعنى حاجة كده»، لم يرتبك الصغير ولم يتردّد. أمسك جيداً بالربابة وغنّى: «بص على الحلاوة حلاوة، دى بلدى ونقاوة نقاوة»، فحيّاه الريس متقال واحتضنه ومنحه 5 جنيهات، ما زال يحتفظ بها حتى الآن. من هنا بدأ ضياء أبومراد، حفيد «الريس متقال»، المهمة الشاقة، وهى إحياء تراث جده ووالده، حتى إن أبناء الأقصر من محبى الربابة، أطلقوا عليه «الريس ضياء». أسس «ضياء» فرقة «الكرنك» للفنون الشعبية فى بداية العام الحالى، بعد أن فرض اسمه بقوة فى ساحة الفن الشعبى، ليس فى صعيد مصر فحسب، بل فى مصر كلها. «ضياء» الذى يجاور منزله منزل «الريس متقال» فى منطقة «أبوالجود» الشعبية بمدينة الأقصر، تربّى وسط عائلة تشتهر بفن الربابة، فجده الريس متقال ووالده محمد مراد صاحب أشهر ألحان على الربابة وأمهر من عزف «زهرة الأقصر وحتشبسوت»، وهى ألحان تقدم على الربابة فى بداية الاحتفالات، كما أن عائلته تضم فنانى ربابة لمعوا فى أداء السيرة الهلالية، مثل الريس موسى والريس شمندى وغيرهما الكثيرون.
كلمات وثناء «الريس متقال» على «ضياء» فى بداية حياته شجّعته كثيراً وجعلته يرافق والده فى أغلب الاحتفالات التى يحييها فى ربوع مصر، وذلك قبل أن يتم عامه الثانى عشر، وعندما بلغ سن الـ16 عاماً أحيا أول حفلة بمفرده، وشارك فى حفل بدار الأوبرا المصرية، ثم أحيا الكثير من الحفلات فى الفنادق السياحية، وفى المهرجانات، منها مهرجان التحطيب ومهرجان السينما الأفريقية وأعياد الكريسماس ورأس السنة فى شرم الشيخ ومارينا والغردقة.
رحلته إلى فرنسا كانت الرحلة الأكثر متعة بالنسبة له، حيث إن أبناء الجاليات العربية هناك والأجانب المهتمين بالتراث والفلكلور يقدّرون الفن الشعبى، مشيراً إلى أنه ظل 45 يوماً متنقلاً بين المدن الفرنسية، يغنى مع والده فى المراكز الثقافية والمسارح المفتوحة وسط إعجاب الجمهور الفرنسى والعرب الموجودين هناك.
ويتمنى «ضياء» أن تتبنّى الدولة هذا الفن العريق، وأن تقيم له مهرجانات ومسابقات رسمية، حيث إن اعتزال الكثير من الفنانين بسبب قلة الدخل يجعل هذا الفن مهدداً بالاندثار، كما يتمنى أن يحمل نجلاه «محمد»، 7 سنوات، و«يوسف»، 4 سنوات، الراية من بعده ويحافظا على هذا الفن.